القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

أنا القاتلة!!! للشاعرة الجزائرية: رحمة بن مدربل

ــ أنا القاتلة ـــ

بكيتُ دموعَ التماسيحِ كُلِّها على ضريحِ الثِقَة 
و ألغيتُ مُعاهداتي مع الوقت 
صِرْتُ عجوزاً ماتتْ قبلَ أن تُطفئ شبقَها في الحياة 
غريمةٌ لَدُودَةٌ للتطوراتِ البريئةِ في زمنِ الحَضَارَة
قشَّرتُ وجهي مراراً من ملامحِي في المَرَايَا 
كنتُ أراقبُ سطحَ المَنزِلِ الذي لا أعْرِفُ سُكَّانَهُ 
أتخيَّلُ كلَّ يومٍ كيفَ يُمكِنُ أن يكُونُوا 
هُم الآنَ يَسْكُنُونَنِي
السطحُ ذاته صارَ مُقْفِرَاً يضِّجُ بالكِلابِ الضالَّة 
السطحُ ذاكَ عقلِي 
مازلتُ لم أصْحُو من ذلك السُكْرِ الصَامِت
عشرُونَ كُوباً منَ العَطَش
أنا قتلتُ الطِفلَةَ التي تَسْكُنُ الطابِقَ العُلوِي 
أنا قتلتُ صُراخها الصَامتَ الذي وَشَى بِي
إلى السُّكانِ كلِّهم
لكن... ما مِنْ أحدٍ ثارَ عليّ 
و أنا أدْفِنُ جُثَّتَهَا في الرِوَاق
المُؤَدِي إلى الدَرجِ العُلْوِي
كلُّ الطوابِقِ فيها مِنِّي بَعْضُ النَشِيجِ 
بعضُ الصُرَاخِ الذي يُشْبِهُ ذئبَةً تَعْوِي 
أنا قتلتُ الطِفلَةَ التي تَزْهُو بِضفَائِرَها 
الزرقاءِ القُرْمُزية
الطفلةُ تِلكَ - نفسُها ..."أنَا !" 


قلم:  رحمة بن مدربل

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏