Min menu

Pages

أحدث المواضيع

رجال واقفون/ عيسى فراق



رجال واقفون
في وقت ‏يقف فيه الآلاف في الطوابير أمام المخابز، لا ‏يفكرون إلا في بطونهم، تخلو بيوتهم حتى من مجرفة لإزالة الثلج ‏العالق أمام بيوتهم، في هذا الوقت نرى رجال الحماية المدنية ‏يقومون بواجبهم تجاه الوطن والمواطن لا تمنعهم برودة الطقس ‏ولا كثافة الثلوج من تلبية نداء الواجب، ينقلون المرضى إلى ‏المستشفيات وينقذون من تقطعت بهم السبل
هناك عائلات ‏تعرضت لاختناق المدافئ، وآخرون جنحت سياراتهم على ‏جوانب الطرق، وهناك من تدفقت ‏المياه إلى منازلهم، ومن يحتاج إلى الخبز والغاز.. هناك ‏وهناك وهناك المئات من الحالات التي احتاجت تواجد رجال ‏الحماية المدنية ورجال الأمن، وفعلا كانوا لها بالمرصاد، فلم ‏يتوانوا ولم يتأخروا، وما تذمروا أبدا من حاجة مواطن وما ‏تغاضوا يوما عن طلب مساعدة.. هم الرجال هم المخلصون ‏بكل ما تعنيه هذه الكلمة من رجولة وقوة وانتماء.‏.
أمّا جنودنا البواسل، رجال الجيش الوطني الشعبي، فها هم يسهرون على ‏حدودنا في الصيف والشتاء، في الحر والبرد.. حدودنا التي باتت ‏مهددة من قبل الإرهاب والمهربين.. هم رجالنا البواسل ‏رجال الجيش والدرك الوطنيين الذين يقفون بالمرصاد لكل من تسول له ‏نفسه المساس بأمن الوطن، يحبطون محاولات تسلل إرهابيين ومهربين لا يعلمون أن هناك ‏صقورا لا تنام.
علينا رفع القبعات احتراما لهؤلاء الرجال، ولكن ‏ذلك وحده لا يكفي، فعلينا كمواطنين أيضا ‏التزامات تجاههم.. علينا مد يد العون لهم، يجب أن لا ‏نبقى متفرّجين، وللأسف الشديد ‏أن سلوكياتنا السيئة فرضت على هؤلاء الرجال الواقفون بذل جهود ‏مضاعفة لفرض الأمن..
أخيرا، علينا دائما أن نحمد الله على نعمة الأمن والأمان التي ‏نعيشها بفضلٍ من الله عز وجل وهؤلاء الأبطال ومن ‏خلفهم هذا الشعب العظيم.. وعزاؤنا لأهل الملتحقين بدار الحق، ونسأل الله أن يتغمد أرواحهم الطاهرة برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جناته 
الكاتب الصحفي عيسى فراق
L’image contient peut-être : 1 personne