استوطنت شمال افريفيا ومرت به أمم كثيرة متعددة الأجناس والأعراق منها البربر الوافدون عليها من اليمن الجرهمية والوندال والفنيقيون من العرب الكنعانيين والروم والبزنطيون السفاحون. والعرب الفاتحون فالعرب الهلاليون فالمهاجرون الأندلسيون فالأسبان الصليبيون الحاقدون فالأتراك فالفرنسيون الغواة المجرمون .ورحلوا كلهم إلا النادرمنهم .
غير أن العرب والأتراك والبربر والأندلسين الذين بقيوا على هذه الأرض .قد اختلطت أرحامهم وانسابهم بحكم وحدة الدين والعقيدة . فشكلوا عنصرا جزائريا صميما يصعب ـ إن لم نقل يستحيل ـ التمييز بين أفراده في انتماءاتهم العرقية واللغوية بحكم أكتسابية لهجاتهم المتعددة لا فطريتها فيهم.
مثلا لو اخذت طفلا من جبال جرجرة وأنشأته في مجتمع سوفي لأصبح سوفيا من الدرجة الأولى , والعكس صحيح.
ولذلك نجد في عرش المامشة التبسيين ـ مثلا ـ الذي ينتمي اليه كبارملوك البربرونبلاؤهم مثل: ماسنيسا ويوغرطة والكاهنة وطارق . نجد أغلب افراد عذا العرش لا يتكلمون الشاوية على الأطلاق مثل: اولاد خليفة واولاد مسعود واولاد ابراهيم واولاد عون الله واولاد حميدة والفجوج كنموذج وآخرون لا اذكرهم الآن.
ومن يتكلمونها منهم يتكلمونها بلهجة بربرية متجانسة مع العربية الفصحى لفظا ومعني كقولنا بالشاوية/ أويد أمان. يقابلها في العربية الفصحى: أدّني الماءَ. وقولنا: أويد أعرّم. يقابها في العربية الفصحى: إدّني عُرّاما.وقولنا بالشاوية: أرولْ. يقابلها في العربية : هَروِلْ. بل اكثر من ذلك. لو قلت لأحدهم ـ اقصد الشاوية على العموم ـ أنّك لست عربيا ـ ثارعليك وربما قتلك.
مما يوحي بأنهم من عرب اليمنية الآقحاح المهاجرة إلى شمال افريقية في غابر الأزمان ـ كما ذهب إلى ذلك بن خلدون وكثير من المؤرخين بمن فيهم المؤرخون البربرـ وأنّهم ما تزالون تحافظون على اللهجات العربية اليمنية القديمة التي سبقت العربية الفصحى التي تفتق بها لسان اسماعيل عليه السلام ـ كما اخبر بذلك الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ .
وبما أنه يستحيل تحديد الهوية العرقية واللغوية في ظل تلك المعطيات. ولأنه يستحيل على ايّ كان أن يثبت نسبه إلى فلان أو علان .سواء كان عربيا أو بربريا. فالثابت عندي أنّني جزائري مسلم لغتي هي لغة الأسلام وعقيدته وكتابه ورسوله عليه الصلاة والسلام. وبالاحرى جزائري مسلم عربني الأسلام .
وما عداها هو دجل وتلفيق أو خدمة لاجندة يحركها ـ بإرادة منا أو غير إرادة ـ أعداء الأسلام في الداخل والخارج. هدفها تمزبق وحدة النسيج الجزائري المتلاحم منذ ما ينبّف عن 14قرنا أو تزيد.
علي مناصرية
قالمة في:24من ربيع الثاني1438للهجرة
الموافقل:23 من كانون الثاني (جانفي)2017