عصفورةُ نبيل
ارتمى نبيلُ مرهقاً متهالكاً على رصيفِ الذكريات ...
خطفتهُ غمامةٌ داكنةٌ سوداءُ بعد ما
غمرتْه بطوفانٍ من الصور والأفكار ..
فأحسَّ بدوارٍ شديدٍ وراحت الأشياءُ ترتجفُ أمامه
وزاغتْ عيناه وتلبَّدتْ أحاسيسُه ولفَّته غيبوبةٌ صفراءُ...
بدأ يُحسُّ وكأنَّه ينزلقُ إلى هاويةٍ سحيقةٍ لا قرارَ لها ....
وتلاشى عنده الوجودُ وذابَ في العدم ...
وانهارت الحدودُ والسدودُ وإذا الكونُ سرابٌ بسراب ..
والحياةُ وهمٌ خانقٌ قاتلٌ ,وراحَ ينزلقُ متهاوياً نحو الحضيض.
نداآتٌ خافتةٌ مبحوحةٌ تشدُّه الى الهاوية والتلاشي
وفجأةً يسمعُ زقزقةَ عصفورٍ وكأنها آتيةٌ من البعيدِ اللامحدود...
وراحَ يجاهدُ ليفتحَ عينيه عساه يرى شيئاً
وإذا على غصن شجرة أمامه قد حطَّتْ عصفورةٌ بيضاءُ تحملُ بفمها
وردةً حمراء .....وراحتْ تنظر إليه عاتبةً ومعاتبةً
ذُهلَ نبيلُ واضطربتْ روحُه وأحسَّ وكأنَّ قلبَه عادَ يخفقُ
بعد تيبُّسِه وجفافِه ....وراحتْ عيناه تهمس لها :من أنتِ يا عصفورتي
ولماذا ترشقينني بنظرةِ عتاب ؟ دعيني أذهب ُ بسلام لقد مللتُ وسئمتُ الحياة ...
طارت العصفورةُ وغطتْ على كتفِه وراحتْ توشوشُ له
بصوتها الحنون : أنا أنثاك التي تحب جئتُ أحمل لك وردةً حمراءَ
في عيدِ الحب لتكتبَ لي قصيدةً هديةً لي يا شاعري المحبوب ...
لم يسمع نبيلُ , ومنذ عصورٍ قديمةٍ , كلمةَ الحب ولم تكن تعني له شيئاً ..
ولم تداعبْ قلبَه رعشاتُ الحب ولم تتنعمْ أذناه بتنهًّداتِ العشقِ والغرام .
وبآهةٍ يائسةٍ همس لها :دعيني وشأني أيتها العصفورة لم أعدْ ارى في الحياة ما يستحقُّ الحياة ...
ذبلتْ أزهارُ الياسمين وبدأتْ أوراق الشجر تصفرُّ وتتساقط .....
غضبتْ العصفورةُ وثارتْ وراحتْ تخبطُ وترفرفُ بجناحيها الأبيضين
وتُبين عن مفاتنِ ريشها وسحرِ عينيها ...
وضعت الوردةَ بيدِ نبيل وقبلتْ شفتيه قبلةً حمَّلتها حرارةَ أشواقِها
ودفءَ مشاعرِها وقالت :يا حبيبي أنا لك وهذه الوردةُ هديةُ حبِّي إليك ...
استيقظَ نبيلُ من غيبوبته وبدأتْ دماءُ الحياةِ تتدفَّقُ في شرايينه ...
انتعشتْ روحهُ وخفقَ قلبُه فأبصرتْ عيناه جمال عصفورتَه ومفاتنَها
وأحسَّ بنعمِ الله وواسعِ حكمتِه ....فحملتْه عصفورتُه على جناحيها
وحلقتْ به صاعدةً من القاعِ نحو العلى نحوى الآفاقِ الخالدةِ
وهما يُنشدان تراتيلَ الحياة
ويغردان أغنية العشق الأبدي
حكمت نايف خولي
ارتمى نبيلُ مرهقاً متهالكاً على رصيفِ الذكريات ...
خطفتهُ غمامةٌ داكنةٌ سوداءُ بعد ما
غمرتْه بطوفانٍ من الصور والأفكار ..
فأحسَّ بدوارٍ شديدٍ وراحت الأشياءُ ترتجفُ أمامه
وزاغتْ عيناه وتلبَّدتْ أحاسيسُه ولفَّته غيبوبةٌ صفراءُ...
بدأ يُحسُّ وكأنَّه ينزلقُ إلى هاويةٍ سحيقةٍ لا قرارَ لها ....
وتلاشى عنده الوجودُ وذابَ في العدم ...
وانهارت الحدودُ والسدودُ وإذا الكونُ سرابٌ بسراب ..
والحياةُ وهمٌ خانقٌ قاتلٌ ,وراحَ ينزلقُ متهاوياً نحو الحضيض.
نداآتٌ خافتةٌ مبحوحةٌ تشدُّه الى الهاوية والتلاشي
وفجأةً يسمعُ زقزقةَ عصفورٍ وكأنها آتيةٌ من البعيدِ اللامحدود...
وراحَ يجاهدُ ليفتحَ عينيه عساه يرى شيئاً
وإذا على غصن شجرة أمامه قد حطَّتْ عصفورةٌ بيضاءُ تحملُ بفمها
وردةً حمراء .....وراحتْ تنظر إليه عاتبةً ومعاتبةً
ذُهلَ نبيلُ واضطربتْ روحُه وأحسَّ وكأنَّ قلبَه عادَ يخفقُ
بعد تيبُّسِه وجفافِه ....وراحتْ عيناه تهمس لها :من أنتِ يا عصفورتي
ولماذا ترشقينني بنظرةِ عتاب ؟ دعيني أذهب ُ بسلام لقد مللتُ وسئمتُ الحياة ...
قد يعجبك ايضا
بصوتها الحنون : أنا أنثاك التي تحب جئتُ أحمل لك وردةً حمراءَ
في عيدِ الحب لتكتبَ لي قصيدةً هديةً لي يا شاعري المحبوب ...
لم يسمع نبيلُ , ومنذ عصورٍ قديمةٍ , كلمةَ الحب ولم تكن تعني له شيئاً ..
ولم تداعبْ قلبَه رعشاتُ الحب ولم تتنعمْ أذناه بتنهًّداتِ العشقِ والغرام .
وبآهةٍ يائسةٍ همس لها :دعيني وشأني أيتها العصفورة لم أعدْ ارى في الحياة ما يستحقُّ الحياة ...
ذبلتْ أزهارُ الياسمين وبدأتْ أوراق الشجر تصفرُّ وتتساقط .....
غضبتْ العصفورةُ وثارتْ وراحتْ تخبطُ وترفرفُ بجناحيها الأبيضين
وتُبين عن مفاتنِ ريشها وسحرِ عينيها ...
وضعت الوردةَ بيدِ نبيل وقبلتْ شفتيه قبلةً حمَّلتها حرارةَ أشواقِها
ودفءَ مشاعرِها وقالت :يا حبيبي أنا لك وهذه الوردةُ هديةُ حبِّي إليك ...
استيقظَ نبيلُ من غيبوبته وبدأتْ دماءُ الحياةِ تتدفَّقُ في شرايينه ...
انتعشتْ روحهُ وخفقَ قلبُه فأبصرتْ عيناه جمال عصفورتَه ومفاتنَها
وأحسَّ بنعمِ الله وواسعِ حكمتِه ....فحملتْه عصفورتُه على جناحيها
وحلقتْ به صاعدةً من القاعِ نحو العلى نحوى الآفاقِ الخالدةِ
وهما يُنشدان تراتيلَ الحياة
ويغردان أغنية العشق الأبدي
حكمت نايف خولي
