ياسوري يا سراج الليل
ياسوري يا سراج الليل لقد ضيعتك المدن. شارعا و مرفأ. و فرقتك سماء الأعاصير. و المطر المتكبر. و الغضب المتجبر. زوابع كم أومضت خفقة الود. و باعدت لمة الجرح. الأوطان نأت. و الأحبة فقدت. و اللؤلؤ الرطب تناثر من الأجفان. فالجراح لا ضفاف لها. و الألم يذكي النار في الأحشاء. وفي سواد الليل يطل الكمال. لحن تململ في الأعماق و أضطرب. ذاكرتك أمست بيتا مهجورا. و حياتك صارت منفى. أشفق من ريح تهب على خدك.فيذبل. ليلك طويل و حزنك ثقيل. لا تحزن. أذا. غاب الخل. و أبتعد الرفيق. أمسح جرحك برفق و ألقي على انفاسك الدفء. لا تعتب على الزمان أحتراقك فأن الشهب تحترق الفرح ما عدت تذكره. عرشت الطحالب في عينيك و مدت ظلالا. الدمعة في العين. و في القلب. تسكن الأحزان. لقد أطفأت القسوة أخر لهب في مصباح العدل. و انفتح الليل في جسدك جرحا. فعمرك لحظة انتظار عند مدخل الطريق. لا تعبر حافيا عالجراح البرق لاح فهذه أضواءه. و من لم يرى. فليسمع رعوده. لابد أن تتلاشى. العاصفة ليعقبها مطر يتساقط. في رعد فكبرياؤك يدفعك الى الكفاح فعمرك نسمة ندية. تمر عبر النافذة. أترك غربتك. على الرصيف نائمة. أبحث عن الأم و الجذور
الأديبة فريال حقي