أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

شفــق الظــلّ
--------------
كــتـبـتُ فــكـاد يـمـحـوني الـفـنـاءُ
و بــيـن أنـامـلـي ضــحـك الـبـكاءُ

سـكبت عـلى الـجزائر بحر حبري
و قــومـي فـــي مـنـاشيري هـبـاءُ
فــــلا إعــجـاب أَوْ تـعـلـيق مـنـهـمْ
تـفـاعـلـهـمْ تـــفــوز بــــه الــنـسـاءُ
شـيـوخ يـتْـبعون صــدى الـصبايا
و مــــنْ ألـفـاظـهمْ غـــاب الـحـيـاءُ
فــإِنْ مــا خـربـشتْ أنـثـى تـنـادوا
و هـــمْ فـــي سـيـل فـتـنتها غـثـاءُ
تــراهــمْ يـفـطـرون عــلـى هــواهـا
كـــــأنّ زفــيــرهـا تـــمــر و مـــــاءُ
أنا الدرويش في همسي و بوحي
بـــخــطّ يـــــدي يـــلــوذ الأولـــيــاءُ
أنــا الـنـخلات تـقـرأ نـبـض قـلبي
و يــرضـع ثــدي رمـلـي الـكـبرياءُ
إذا رمــضـان أهــدانـي قـصـيـدا
فــثــغـري فـــــي نــقـواتـه حــــراءُ
جـعـلت الـعـشق عـشقا دون عـهر
و شـــوقـــي لا تـــكــدّره الـــــدلاءُ
أحــاول مــدح قـومـي كــلّ صـمت
و مــدحـي الآن يـسـبـقه الـهـجـاءُ
عـصـافـير الـسـلام تـنـوح حـولـي
و عــــشّ الــضـوء يـهـجـره الـغـنـاءُ
كــمــلـتـقـيـات إبـــــــداع يـــتــيــم
لــهــمْ فــــي كــــلّ مــهـزلـة لــقــاءُ
بــهـمْ مـــرض فـــلا حــرج عـلـيهمْ
و هـل يـرجى مـن الـمرض الـشفاءُ
دعـوني شاعرا في الضاد أسعى
فـمـا فـي الـضاد يـعنيني الـجُفاءُ
عـلـى حـيـن مــن الإقـصـاء أهـفو
إلـــى وجـــع لـــه تـهـفـو الـسـمـاءُ
أنـــا الــظـلّ الـمـخـضّب بـالـمـعاني
بــأشــعــاري تــبــاهـى الأنــبــيـاءُ

الشاعر : يوسف الطويل