القائمة الرئيسية

الصفحات

جاري تحميل التدوينات...

لم_يعد

لم يعد الأمر مضحكاً..لم يعد قابلاً للنصائح لأنه يفوقهم حقاً! و لم يعد التعامل معه بهذه الطاقة التي تكفي لإصلاحه..ربما لعدم إدراك موطن الذلل الذي يُحدث كل هذا. أهو اختبار؟! أعلى وشك الرسوب هي!! أم هو غضب..
إن كان غضباً فهي بمعضلة حقاً..أهي بمعضلة!
لم تعد تدرك..أهكذا هي الدنيا! إن كانت هذه سجيتها فعليها الفرار..
فكرت بالعيش كعابر سبيل..أتى لعبور أرض العزة بسلام و رغم إصراره على السلام فلم يجد منها إلا الهجوم المتكرر.
أسراب من الوحوش المظلمة الكامنة في الأجواء..مخالبها أعلى العنق و تتكئ بسواعدها على مجرى التنفس..و مازالت مجبرة على التنفس..أتعلمون؟! لم يعد الأمر مضحكاً.
الأيام خوالٍ و إن ازدحمت..في الزحام ترقب و في السراب ترقب..صخب مختلط بكل ما هو مزعج..أحلام اليقظة المتكررة..ليست بنائمة و ليست بمستيقظة و لا تملك زمامها..من كثرة ما بداخلها عجز الحديث عن الوصف..ربما تكتفي بالبكاء و أحياناً تتمنع عيناها لأن البكاء لا يكفي!
كرهت الشوارع و كرهت المآوي. كرهت المكوث وحدها و كرهت مجالسة الناس..لم يعد الأمر مضحكاً.
كثرة الاحتياج ولدّت الزهد..فيما سيأتي و فيما مضى..ليست بناسية و لكنها ليست بمكترثة أيضاً..
ربما يصل الأمر إلى خشية الحصول على طفل..تخشى عليه المرور بنصف ما مرت به. تخشى عليه مواجهة نصف ما تواجه يومياً. تربيه على الشئ و نقيضه و الصواب و موانعه و القوة و الصبر و هذا الثبات..كيف تضمن أن يتحمل كل هذا! لم يعد الأمر مضحكاً.
كل الآراء حولها بلهاء..لم يعد لديها طاقة لإكمال محادثة..لم تعد تكترث إذا رأي أحدهم رسالتها و لم يرد و لم تعد تكترث ألا يراها بل لم تعد تكترث بمحادثة أحدهم على أية حال..لم يعد لديها الرغبة في تبرير و لم تعد قادرة على سماع كلمة مظلمة..لم يعد الأمر مضحكاً.
الأمر و ما فيه أنها عندما أخبرتهم أنها في احتياج فقد كانت محتاجة و عندما تعبت فقد كانت متألمة و عندما بكت فقد كانت حزينة و عندما طلبت فقد كانت تريد و عندما صرخت حين سقوطها و على صوتها كانت قد استكفت!
لا تخبرها بكيفية تخطي الأمر فقد تشاجرت و هدأت و طلبت و بررت و وقفت وحدها و شكت و بكت و وصلت إلى البرود أيضاً..صرخت و هدأت و تحدثت بعقلانية و مرت بما يطلقون عليه الجنون و وثقت و شككّت و حلمت و بذلت و..ضاق ذرعها! لم يعد الأمر مضحكاً.
تحتمي بغطائها و الجو حار فقط للوصول إلى احتواء عجزت عن إيجاده على أرض الواقع. تتحدث إلى نفسها بكثرة و تبكي ساعات و ساعات و لا تشعر روح بشرية أنها مستيقظة. لا يفقهوا أنها خُذلت من كل ما هو وطن. لا يفقهوا أنها تجرد من كل حق لها..قد جردت من التنفس..يا سادة! لم يعد الأمر مضحكاً.
لم تكن تأمل كل مرة إلا في الوقوف..و لم يعلموا أنها عرجاء..و لا يعلم أحد بمكان عكازها الذي اشترته و خبأته منهم حتى لا يكسر كسرتها..و لا بأمر دوائها و لا بحديثها الفائت معها..لم يعد الأمر مضحكاً.
الضباع قد احتلت أرض العزة يا موفاسا. أعليها التأكيد أن الأمر لم يعد مضحكاً!!
فقط..لم يعد كذلك..

تقى_شهيرربما تحتوي الصورة على: ‏‏أحذية‏‏

تعليقات

التنقل السريع