القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الأفلام العاطفية و تشويه الواقع / ناصر احمد الشريف عمان

الأفلام العاطفية و تشويه الواقع
-- - - - - - - -- - - - -------
أزعم أني لم أشاهد فلما أو مسلسلا ، عربيا ، أو ربما حتى ، غربيا ، إلا وقد ،أظهر الأشخاص المرتبطين ، بعلاقات حب ، على أنهم من أكثر الأفراد وسامة ، وجمالا ، و كيف أن كثيرا ، إن لم يكن غالبية المسلسلات و الأفلام ، قد صورت الأشخاص ، السيئين على أنهم ، قبيحي الهيئة ،و لهم غالبا ، أشكال مخيفة مرعبة،
مع أن الواقع ، لا علاقة له ، بهذا التوصيف ، الغالب ، لا من قريب و لا من بعيد ...
حين كنت في يفاغتي ، كنت لا أكاد أفقد يوما
 ، تتحدث فيه الصحافة ، عن ممثل سينمائي مشهور ، تميز بالوسامة ، العالية ، كانت الصحافة تسلط الأضواء عليه و على ، إنسانيته ، و طيبة قلبه ، كدعاية مبطنة لأفلامه الرومانسية و العاطفية ...
إنتابني الفضول ، في الفترة الأخيرة ، لأدرس شخصيته عن كثب ، لأتبين ،بأنه رجل ، يتبع كل سبيل ، يجني من خلاله المال ، و يمتنع فيه ، عن تقديم أبسط حقوق الزوجية ، لدرجة أن زوجته الآخيرة ، قد ، بينت في محاضر جلسات محاكمة خلعها ، بأنه لم ينفق عليها ، ولو حتى دولار واحد ، طوال فترة زواجهما ، بذريعة أنها إمرأة غنية جدا ، لا تحتاج المال ....
أحد المغنين الراحلين ، تميز بإنكبابه الكبير على ، الأغاني و الأفلام الرومانسية ، ومع ذلك ، فقد عاش طوال عمره عازبا ، بعيدا عن حقيقة و جوهر أن يحب الرجل إمرأة ، فيسعى لأن تشاركه ، حياته ، و آلامه ، و أفراحه ، و قد إختلق أسبابا ، واهية ، تتهافت كما ، تتهافت أوراق الخريف.
.لكني أذكر ، ويذكر كثيرون مثلي ، أشخاصا ، كثيرون ، كانوا ، لا يملكون من الجمال و لا من الوسامة ،أي نصيب ، لكنهم ، مع ذلك ، قد عاشوا إنسانيتهم ، و أعطوا لمن حولهم ، معاني ،أن تكون إنسانا نبيلا ، مع أنك تملك وجها قبيحا ، أو حتى إعاقة جسدية تنفر الناس ،من حولك
وليس أقرب من مثال كثير من الممرضات ، اللواتي ، يعملن في المستشفيات الخاصة و الحكومية ، في كافة بلاد العالم ، كتلك الممرضة ، اللبنانية الشابة ، والتي ، لم تتعامل مع مريضة في قسمها ، إلا و خرجت بأن تلك الممرضة كانت بديلا ، و مكافئا للأم أو للأخت المحبة العطوفة.
أذكر أني كنت أتابع مسلسل الأطفال ، السندباد ، و أذكر ، كيف أن معدي ذلك المسلسل ، قد تعمدوا ، جعل السحرة ، في صورة قبيحة ، وغالبيتهم من كبار السن ، و قد أبدعوا أيما إبداع في تشويه صورة ، المرأة الساحرة ، ميساء ، مقابل ، تلك الشريرة القبيحة ، فقد ، كانت الأميرات ، الطيبات ، قمة في الأنوثة و الجمال.
هذه ليست محاولة نقدية ، لما تبثه ، السينما و المحطات ، الفضائية ، من مغالطات ، في ، الربط ما بين الجمال , و حسن الأخلاق ، ولكنها ، دعوة لنا جميعا ، لأن نتخلص من عقدة ، الربط ما بين جمال المظهر ، و جمال الروح ، و أن ، نتدارك ، أطفالنا كذلك ، فنغير لهم القناعات التي تشربوها من أفلام الرسوم المتحركة ، والتي ، قد فعلت و ما تزال تفعل فعلها في تشويه الحقيقة ...
------------- - - -

ناصر احمد الشريفربما تحتوي الصورة على: ‏‏طائر‏‏