ما معنى أن تكوني سمراء؟/وسيلة مجاهد

ما معنى أن تكوني سمراء؟

أن تكوني سمراء، يعني أنّك تحملين جرعات زائدة من الميلانين في خلاياك الطلائية، مثقلة باللون، ومتشبعة بالطين، أن تكوني كذلك يعني أن المرآة تحتاج إلى وقت أطول لتأويل تفاصيلك، وأن قرص الشمس يتقمصك لحظة الغروب، غروب يشبه تماما انغماس البسكويت في كوب شاي، وأن تتحملي تغزل الرمال بجلدك، وتشبُّه الصحراء بتضاريسك الوعرة، أن تكوني عنوانا لديوان نزاري أو قصيدة عصية عن الكتابة. أيا ترابية التكوين الشكولاطة تحاكي لون الطين فيك ويقتبس الكراميل منك طعمه، الليل يتلبس ظلمة شعرك ويجعل من عينيك نجمتين يقتفي بهما أثر الكون، والقمر يترصد الإشراق فيك، إشراق يجعل القهوة تتعطر بك كل صباح لتوقظ الجمال من سباته. أيتها السمراء أنت توأم للكمان حين يعزف لحنا شرقيا أصيلا، نشاز في معزوفة غربية، تراث وحضارة تأبى عن الاندثار، كلما حاول التاريخ مسح آثارها امتدت أمام خيوط شمس لتمنحها ولادة جديدة، إنك قبس من شعلة نارية مهما نفخنا فيها لن تنطفئ، قدح صيفي في جليد مميت، قفزة من لوحة ترابية، فكلما ابتغى فان كوخ شهرة تشربتك ريشته، أيا ذهبية اللون أنت تضاعف في المزايا وتطرف في المرايا، أيقونة التيه، وتيه المعاني وكل الأماني.
هكذا قالت لي السمراء عندما سألتها 
وسيلة مجاهد