الصمتُ لا يغني العصافير
****أبياتي المرتجلة هذا المساء على صفحتي من سجالي مع الشاعر المبدع عمر طش
*****
يئسَ السقوطُ منَ السقوطِ فقاما ** يَطْــهي ملامـــحَهُ ليرْفعَ هاما
حُفرُ المدى كالأصْدقاء كلاهُمَا **سرَقا الصباحَ وضَلَّلا الأحلامَا
فجرٌ بعيدٌ للقصيد يشدّني ** في لهجة الضوء المبينة هاما
يا أيّها البحر المضيء لغربتي ** الشعرُ منبعه الهوى لو داما
طرفُ الحكاية لا أشُدُّ بخيطها ** لكنني أجدُ الوراء أماما
تبكي القصيدة في ( نُميرٍ) شاعرا ** والشاعر الموهوبُ ليس إماما
فجّرْ كآبتك العميقة وانفَجِـــرْ ** فلقدْ تسوقُ من الجراح غماما
الصمتُ لا يغني العصافير التي ** دأبتْ تُحلّقُ بالغناء هياما
تتلمّسُ الآفاقُ بحر مواجعٍ ** لتزيح من كفّ السماء ظلاما
إنَّ الحروفَ إذا بكَيْــنَ تحلَّقتْ ** فصْحى اللغاتِ على اللغاتِ حِزاما
إنَّ الأماسي دونَ شعرٍ نكبةٌ **فلتلتمسْ للضادِ قلبا بينها وغراما
خمسون عاما نصفَ عمري كاملا ** أحببتُ فيها الشعرَ والأيتاما
إنّي المتيّمُ كمْ أقَمتُ محافلا ** هلْ تعْرفونَ منافحا ضرغاما
قدرٌ لهذي الأرضِ تحضنُ جاحدا ** متهلوساً وتؤلّقُ الأقزاما
لا يكتبُ الـ طُّشُّ الكلام مبعثرا ** فالطُّشُ أعْرَفُ ما يقول كلاما
الشعر لا يقفُ الحيادَ مجاملا **والبعض منّا تعبدُ الأصناما
فاكتبْ على فرحِ القصيدة موقفي ** ودعِ البكاء يعتِّقُ الأحْلاما
إنّي أُصفِّقُ للقصيدةِ وحدها ** فاكتبْ لينبثقَ القصيدُ وئــــاما
وطني الذي في البوحِ كلّ ملامحي ** يا كمْ مشيتُ بأفْقِهِ أقْداما
صبراً جميلاً يا طفولة شاعر *** سكبَ الخيالَ فأحرقَ الأوهاما
****
12 / 09 / 2017
محمد الوكال ببوش