![ربما تحتوي الصورة على: شخص واحد، ولقطة قريبة](https://scontent.fmad3-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/21764868_1445155875575785_9145817265947863273_n.jpg?oh=18fb47c2b349c02f4141d99be293d039&oe=5A4DB5C7)
وحيد,في ركن الذاكرة
***************
مثل طاولة في مطعم
ما أن ترحل عنها
حتى يمسح مكان جلوسك
ويخفى آثارك
فتمحى حتى بصمتك
ثم ترتب المقاعد من جديد
تتغير الملامح
بغياب من نألفهم
بيوتا تؤوي رؤوسا متعبة
محاريث في الباحات
متكئة على الجدار
توشوش حبل الغسيل المعتقل
عن طعم الحرية
وهتاف السهول
أزقة ضيقة
تكفي المشاة
تحمي الشياه
مياه,حفرت السماء مجراها
تشق طريقها لقناة
كخيط جراحي محكم
لتسقي شجر من تشاء
سروة كبيرة
نقطة إنطلاق
لأطفال ما قبل النوم
ونقطة إلتقاء
لعصافير ما قبل الغروب
تنقر مخبأ
من برد الشتاء
تنشد دفئا
يطالها من الأنفاس
من أحاديث النساء
ومن أحلام الصبية الطري
كقطن الماء
وحمام زين السماء
كحبات القزحة في الرغيف
وذات مساء
همست لعصافير فرت
بعضها طلبت اللجوء
وبعضها الآخر مات
لسروة يبست
ولم تقطع
ولم تحتطب
لقناة أوقف سيلها
وماتت
لمحاريث سقطت من الجدار
لغسيل تقاعد عن مرجحة القمصان اللاهية
لعربات صدئت
وأهملت في الحواكير
لفتيات خائفات
ودعن أمهات واثقات,طيبات
أقعدهن المرض
حتى رحلن
لبيوت لم تعد متساوية ولا متشابهة
بل طابقية وطبقية
كل من فوقك
هوا أعلى منك
وأقوى منك
وأفضل منك
مكتوب على أبوابها
ألف ,باء
الدار,مثل دورالعبادة
إن تغير عبادها
فلن يتغير محرابها
لكن عندما يرحل كبارها
يتغير كل شيء
ولم يعد يعنيني من بالجوار
ولم يعد يعنيني أن أبقى في ركن الذاكرة وحيدا
مثل زبون بليد
بعد أن قام كل الكبار عن كراسيهم
تاركين الطاولة
لحاضرين جدد
*******************
#عماد الدين التونسي