أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

قصيدة: في محطات السفر..للشاعر:عماد الدين التونسي

في محطات السفر..

في محطات السفر..

حدثتني رشفات ساخنات..

عن ليال قاسيات..

وأميرة أسرتني..

أبحرت فيا حتى إرتعشت..

فأذابتني عبرات..!

عن زماني المتهالك..

في متاهات الحكايا..

بين من كان له باع..

و الذي ضاع في القاع..!

عن خريف الفصول..

وخروج بوم قلع الإعتراف..

من أدار بالدم دفة الإحتراف..

نحو عاصفة النزول..!

في محطات السفر..

حدثتني الدروب..

عن جسور و حدود..

كشفاه معطف أحزان ممزق..!

لم يذق طعم السيادة..

بل صقيعا و مرارة..!

كإبتسامات البرود..

في محطات السفر..

كأسي الآن ,يرقد في سلام..

زخرف عصره بألوان زهية..

بترانيم البوح الفائضه..

كورود المزهرية..

ونجوم الذاكره..

حدثتني القطرات الكثيفة..

عن رواياتي المنسية...

خلف أعماق القشور..

عن أحاديث الوجع..

وإمتداد أعراسي العقيمة..!

ورؤى النبض المطبق..

وأنا السامع السابح..

إرتطمت,فتحولت ذرات..

سحقتها المطارق..

فتلاشت إحتراق..!

في محطات السفر..

غصت في الغصن الغائر..

وأطلت التحديق في الإشارة..

أترقب النورالمشرق..

علني ألج الباب..

وأفتح المغلق..!

في محطات السفر..

حرر ديوان العبارة..

ألوانا تتنفس..

كبياض الورق..

ومخاضا للشدائد..

وعراكا لمسيرة..

وطحينا بدموع الضحكات..

أسقه شهدا و سكر..

من زوايا القمرة و الخفايا..

حتى أركان الخبايا..

وعواطف الأغصان الرطيبة..!

في محطات السفر..

هكذا يمتد العناق..

موجة تغفو على الشاطئ,حليمة..

تتسلق,تتغلغل في الشرايين العميقة..

أشواقا فقدت لهاثها..!

أنفاسا مخنوقة..!

أصلابا مرضوضة..!

أعضاءا مكدودة..!

من غسق آدم..!

لشفق المنتظر..!

منذ أن كنا جذوعا..!

قبل أن نكون بذورا..!

نصنع قبلة الأنوار..

لا لغزا في أسفار..!

عماد الدين التونسي