موتى على قيد الحياة
********************************
هوا الحلم الضائع في اليقظة. .
وسط الأنهار الباهتة. .
دون ملامح..
دون معالم غائصة..
حتى لوتحيا على أرضه..
فلا أنت تملكه..
ولا هو يسكنك..
حتى تسقط إلى أعلى..
ككتاب مفتوح..
البعض يستهين سطوره..
و البعض الآخر يسيء فهمه..
والبعض لا يفهمه تماما..
كحياة السكون..
لا يدركها إلا أحباء الحلزون..
هوالوجع المستكين..
وسط الأنين المخفي..
لا يرويه ماء..
ولا يزيل غشاوته بكاء..
يبحر فيك..
بلا تفوه..
ولا بوح..
حتى تتسع فجوة الجرح النازف..
تمزقه الآهات..
وتنهشه العلات..
فيطيح ببرقة العينان..
ويحول بياضها لحمرة..
ثم يرسم على الوجنتان..
خطوطا ملتوية..
مبعثرة..مرهقة..هشة..
لتتلاشى..
وسط الأنين الكامن فينا..
المخنوق فينا شجنا..
المخبئ فينا فقدا..
نبيلا..فريدا..
الواقف في المحجر..
لا يبغي الإنسياب..
غصة في الحنجرة..
عصية عن الإنزياح..
حاملة مرارتها بين الكلمات..
دموعا مالحة..
قلبها في رقعة..
وعقلها في أخرى..
تتمزق..أشلاءا..
عورات..!
لو كشفت..!
ضاع طهرها..
وسال عفافها..
لكن لا تغفو..
لتجبرك على ضحكات زائفة..
هوالزورق المثقوب..
وسط أمواج التيه..
وقد أتعبك التجديف..
بعيدا عن بر الشفاء..
فتتذكر رهبة الظلام..
فوق النفس الحائرة..
وألم الفقد الراقي..
معلقا..متأرجحا..
بين طرف الشك..
وحد الوهم..
وإنبعاث الآنات..
وسط السؤال..
كلمات للذكرى..
بعيدا عن كل صخب..
بعيدا عن الكون البائس..
دون حكايا..!
ولا حروف تنسج المعاني..
تروي الشريان المنهك..
تتشابك مع آلام الروح..
ترقد على حافة القاع..
بلا إندهاش..
ولا حماقة..
كموتى على قيد الحياة..!!#عماد الدين التونسي
