القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

سلاح الإنسان ذكاءه..من مجموعتي " من قصص الحكيم "بقلم : عمر لوزري

القصة رقم 16 من مجموعتي " من قصص الحكيم "

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏لقطة قريبة‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏


سلاح الإنسان ذكاءه

تعرض صاحب مصنع صابون لمشكلة كبيرة أصابت سمعة مصنعه وهددته بخسارة كبيرة.
لقد كان صاحب المصنع ملتزما بالجودة و النوعية التي كانت تتمتع بها كل مصنوعاته، مما أكسبته شهرة و صيتا كبيرا.
وكانت المشكلة عبارة عن أن بعض علب الصابون الفارغة تتسلل بين المنتوج النهائي بعد التوضيب بسبب سرعة الآلة أثناء التغليف مما أثر على سمعة مصنعه.
وجاء صاحب المصنع بخبراء لكي يجدوا له حلا ، فلم يجد له كل من استشارهم من التقنيين إلا وضع تقنية الليزر التي يجب شراء ماكينة يضعها على سلسلة الإنتاج لكي تكشف كل علبة تمر وهل بداخلها صابون أم لا، لكن تكلفة هذه الماكينة مائتا ألف دولار. غضب صاحب المصنع عندما سمع تكلفة الآلة الجديدة وضخامة المبلغ وبعد تفكير عميق قرر أن يشتريها حتى يحافظ على سمعة مصنعه.
تأسف كل العمال على ما سوف يتكبده صاحب العمل من تكلفة كبيرة و أحسوا بأزمته المالية الكبيرة. و بينما هو جالس في مكتبه يفكر جليا في كيفية جمع المبلغ الهائل ليواجه مشكلته، طرق بابه عامل صغير في المصنع و استأذنه بالدخول وقال له :
سيدي أنت لست بحاجة لدفع مائتا ألف دولار تكلفة هذه الآلة التي لن نكون بحاجة إليها، أعطني مائة دولار فقط وسأجد لك الحل الملائم ! ، تعجب صاحب المصنع من كلام العامل وأعطاه المبلغ المطلوب.
و في صباح اليوم الموالي، أتى العامل بمروحة ووضعها أمام خط سير الإنتاج و فعلا صارت العلب الفارغة تتطاير من على السلسلة، فتسقط في سلة وضعها على الأرض ، و لا تمر إلا التي هي مملوءة أو بداخلها قطعة صابون. نعم نجحت طريقته الذكية في إنهاء المشكل بأقل تكلفة. مروحة بمائة دولار بدلا من آلة معقدة و غالية و تتطلب مهندسا أو تقنيا ذو كفاءة و مهارة حتى يشغلها. ذهل صاحب المصنع لذكاء العامل و حكمته، فشكره و كافأه بتنصيبه مسئولا عن الإنتاج و بمنحة مالية كبيرة.
نعم، إن الله يؤتي الحكمة من يشاء من عباده. فلا تستهن بأي شخص مهما كان بسيطا، فربما لديه أفكار يعجز عنها كبار الخبراء. و رب فكرة تغير مجرى حياتك كلها.

بقلم : عمر لوزري