الحرمان
تأليف: مي عادل
كنا عائلة من خمسه افراد كنا نعاني من الفقر الشديد وكان الأب " عدلي" مدرس لغه عربيه في أحدي المدارس الحكوميه. كان رجل بسيط، مسالم يجاهد حتى يجد لنا قوت يومنا وكانت امي " فاتن" سیده منزل ولكن رغم ذلك كان ابي يصر على تعليمنا واكمال دراستنا مهما كلفه الامر ...
وكنت حينها في الصف الثاني ابتدائي كنت اذهب الى المدرسة بدون مصروف بل بقطعة خبز فارغة كنت اخجل كثيرا عندما يراني الاخرين وينظرون الي بنظرة شفقه فجلست افكر كيف اتخلص من نظرة الشفقه علي فخطرت لي فكرة عندما يرن جرس الفسحة اقول لصديقتي ساذهب لاشتري هل تريدين ان اشتري لكي معي فتوافق هربا من الزحام فأذهب اشتري ليرا الباقون ان معي نقود واحيانا كنت اخذ مما اشتريه لها دون ان تعلم وكنت انتظر حتى يفرغ الصف من البنات واذهب وابحث في الدروج عن بقايا الاكل واكلها واحتفظ بالباقي لليوم التالي حتى اني في احد الايام، اصبت باغماء وتعب في حوش المدرسه ولم اخبر احد عن السبب وقد عانيت كثيرا وكنت اداوم وملابسي مهترئة . وكنت اتعرض للاستهزاء من بعض البنات مما يؤثر عليا نفسيا كثيرا ولكن والدي كان يدعمني حتى اواصل دراستي وتحملت العناء والعقبات رغما عني ومرت السنين . وفي يوم، جاء الأب من المدرسه متعب للغايه ووجهه أصفر شاحب قال لهم: اتركوني أنام نصف ساعه ثم أيقذوني من النوم لاني ذاهب لأعطاء درس خصوصي لبعض الطلبه.
وبعد مرور نصف ساعه من الوقت ذهبت زوجته " فاتن" لأيقاذه فوجدته جثه هامده لا يتحرك ولا يستيقظ ابدا. فعلمت انه قد توفي وكان ذلك اسوء يوم في حياتهم وعم الحزن في البيت .
وكنت حينها في الصف الثاني ابتدائي كنت اذهب الى المدرسة بدون مصروف بل بقطعة خبز فارغة كنت اخجل كثيرا عندما يراني الاخرين وينظرون الي بنظرة شفقه فجلست افكر كيف اتخلص من نظرة الشفقه علي فخطرت لي فكرة عندما يرن جرس الفسحة اقول لصديقتي ساذهب لاشتري هل تريدين ان اشتري لكي معي فتوافق هربا من الزحام فأذهب اشتري ليرا الباقون ان معي نقود واحيانا كنت اخذ مما اشتريه لها دون ان تعلم وكنت انتظر حتى يفرغ الصف من البنات واذهب وابحث في الدروج عن بقايا الاكل واكلها واحتفظ بالباقي لليوم التالي حتى اني في احد الايام، اصبت باغماء وتعب في حوش المدرسه ولم اخبر احد عن السبب وقد عانيت كثيرا وكنت اداوم وملابسي مهترئة . وكنت اتعرض للاستهزاء من بعض البنات مما يؤثر عليا نفسيا كثيرا ولكن والدي كان يدعمني حتى اواصل دراستي وتحملت العناء والعقبات رغما عني ومرت السنين . وفي يوم، جاء الأب من المدرسه متعب للغايه ووجهه أصفر شاحب قال لهم: اتركوني أنام نصف ساعه ثم أيقذوني من النوم لاني ذاهب لأعطاء درس خصوصي لبعض الطلبه.
وبعد مرور نصف ساعه من الوقت ذهبت زوجته " فاتن" لأيقاذه فوجدته جثه هامده لا يتحرك ولا يستيقظ ابدا. فعلمت انه قد توفي وكان ذلك اسوء يوم في حياتهم وعم الحزن في البيت .
شيعت جثمان "المرحوم" وعادت مع بناتها إلى المنزل والتفكير ينهش فى عقلها، وسط صراخ وبكاء أطفال فى مقتبل العمر لا أعرف ماذا يخبىء لنا الزمان.
ومرت الأيام، قررت الأم ان تعمل لكي تصرف علي بناتها الثلاثه فذهبت لايجاد أي فرصه عمل ولكن لا أحد أراد أن يوظفها عنده علي الاطلاق ويقولون (لا توجد وظائف خالیه) .
ورغم ذلك لم تيأس أبدا من البحث . وفي ذات يوم وهي تنظر من شرفه منزلها وجدت رجل بسيط يرتدي ملابس مهلهله جالس علي الرصيف معه صندوق خشب صغير به ورنيش يمسح ويلمع جزم الناس في الشارع.
ومن هنا جائت لها الفکره وفکرت ان تعمل مثله ، أسرعت اليه وسألته: من أين أشتريت هذا؟
قال لها: من سوق الجمعه رأته هناك بسعر رخيص وأشتريته
ورغم ذلك لم تيأس أبدا من البحث . وفي ذات يوم وهي تنظر من شرفه منزلها وجدت رجل بسيط يرتدي ملابس مهلهله جالس علي الرصيف معه صندوق خشب صغير به ورنيش يمسح ويلمع جزم الناس في الشارع.
ومن هنا جائت لها الفکره وفکرت ان تعمل مثله ، أسرعت اليه وسألته: من أين أشتريت هذا؟
قال لها: من سوق الجمعه رأته هناك بسعر رخيص وأشتريته
ووسط هذه الظروف القاسية فكرت أن تعتمد على نفسها وتحفر بأظافر صعبة فى صخور صلبة، فتجاهلت النظرات القاسية من المجتمع، وقررت أن تزاحم الرجال فى هذه المهنه الصعبة، فاقترضت 50 جنيها من جارتها، واشترت بها صندوق "ورنيش" وجلست فى الشوارع تمسح الأحذية.
وذهبت إلى منطقة رمسيس، وقررت أن تخوض عمل الرجال وتكون أول سيدة تعمل ماسحة للأحذية ولم تبالى بنظرات الناس إليها لأنهم كانوا يسخرون منها، فكان هدفها بالحياة تأمين مستقبل البنات.
وبعد فتره ، قررت الذهاب إلى منطقة مزدحمة للعمل بها، فذهبت إلى "ناهيا"، فطردها ماسحو الأحذية من هناك، مرددين "هى المشرحة ناقصة قتلة".. حتى الستات هيشاركونا فى أكل عيشنا، ولم تهتم أو تبالى بفشلها فى أول يوم، وتوجهت من "ناهيا" إلى منطقة أخري مزدحمه، وأستأذنت صاحب "عصارة قصب" أن تجلس لمسح أحذية الزبائن فوافق، وبدأ أول يوم عمل منذ 16 سنة ولم تتوقف .
و مر الوقت وأصبح لها زبائن يأتون لها خاصة من السيدات، وكان البعض يرفض وضع حذائه على الصندوق أمام وجهها احتراما لها، كما عانت من ملاحقة تجار الفاكهة بالمنطقة وطمعهم فى سيدة أرملة، فراودوها عن نفسها كثير دون فائدة، ولم يرحموها بنظراتهم القاسية. وصار المرض ، والجوع ينهش فى جسدها دون أن تتوقف حتى يكتمل حلمها، حلمت أن يلتحق بناتها بكليات القمة، وقد بات الحلم حقيقة وأضحى الخيال واقعاً، فأصبح لديها ابنه تخرجت من كلية سياسة واقتصاد، والثانيه من سياحة وفنادق وتعمل في فنادق خمسه نجوم، والثالثه حصلت على بكالوريوس هندسة وتعمل مهندسه في أحدي الشركات.
بعد مرور السنين ، تقدم العديد من الرجال للزواج منها فرفضت أن يكون لبناتها زوج أم.. قضيت على رغباتها وأنوثتها فى سبيل حلم العمر، حتى حققت ما تمنت، ولم تتوقف الأحلام عند هذا الحد فقد تعلمت ووصلت للجامعة ودخلت كلية الخدمة الاجتماعية "تعليم مفتوح" وخصصت يوم السبت إجازة من العمل للذهاب للجامعة لتلقى المحاضرات.
في النهايه أنصح جميع السيدات ان بتحلون بالصبر والمثابره والأصرار علي تحقيق أحلامهم وأن لا يتركوا وظيفتهم مهما كلفهم الأمر .
