القائمة الرئيسية

الصفحات

جاري تحميل التدوينات...

الاستشراق في ضوء ما كتبه "إدوارد سعيد" بقلم عبد القادر الطرنيشي اعداد / ربيعي محمد

الاستشراق بين المعرفة والسلطة: تحليل نقدي لأطروحة إدوارد سعيد

تحليل كتاب الاستشراق لإدوارد سعيد والعلاقة بين المعرفة والسلطة
صورة تمثل موضوع المقال حول الاستشراق وتحليل إدوارد سعيد للمعرفة والسلطة.

مقدمة: ولد الاستشراق بفعل الاهتمامات الكبرى التي أولتها أوروبا لبلدان ما وراء البحار، وقد أرخ العلماء لهذا الاهتمام الغربي بالشرق منذ بداية الحملة النابليونية على مصر، وتمتد جذوره إلى القرن 16 الميلادي. حدث تحول كبير في القرن 19 حيث جرت أحداث مهمة، منها تجربة محمد علي في بناء الدولة الوطنية وإرسال بعثات إلى فرنسا، ما أثر على العالم الإسلامي بأسره، مما عمق الحاجة الأوروبية لمعرفة هذا الشرق.

لماذا إدوارد سعيد؟ تحليل "الاستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء"

من باب إتقان الفن، سأحاول إبداء وجهة نظري حول "الاستشراق" من خلال ما كتبه إدوارد سعيد، أبرز الباحثين في تحليل علم الاستشراق. من أهم كتبه "الاستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء" و"تغطية الإسلام"، حيث بيّن كيف يسعى الغرب لتغطية الجوانب الإيجابية للإسلام بحقائق أخرى. لقد تم اختيار إدوارد سعيد تحديداً لأنه حلل الاستشراق علميًا، مستفيدًا من اللغة الإنجليزية والمنهج التحليلي الأكاديمي المتقدم، كما أشار محمد خروبات.

العلاقة بين الاستشراق والمصلحة الغربية

بينما كان الغرب يبحث عن الموارد الاقتصادية والسياسية، كان المستشرقون يبحثون عن الموارد الفكرية والثقافية والعلمية، ما جعلهم وسيطًا بين المسلم وتراثه. رغم أن هناك استشراقًا إيجابيًا يجمع المخطوطات وينشئ المعاجم والفهارس، خلص سعيد إلى أن **الاستشراق الإيجابي موضوعيًا غير موجود**، فكل ما يُقدّم مرتبط بالمصلحة الغربية، ويعتبره إيديولوجيا تهدف إلى إخضاع الشرق فكرياً.

تفسيرات غير دقيقة للقرآن والسيرة النبوية

من الأمثلة التاريخية على سوء فهم المستشرقين: تفسيرات غير دقيقة للقرآن والسيرة النبوية، ومحاولات ترجمة تتسم بالحقد الصليبي، كما يظهر في كتب نولدكه وبلاشير، حيث سعت تلك الترجمات إلى تحريف المعاني وتقديم صورة مشوهة.

الخلاصة: خلص إدوارد سعيد إلى أن الاستشراق هو مشروع جماعي يحمل منهجية معرفية واضحة، ولكنه يخدم المصالح الغربية والاستعمارية في الأساس. لقد تم إنشاء صورة نمطية للشرق سمحت للغرب بممارسة سيطرته الثقافية والسياسية، والخاسر الأكبر في هذه المعادلة هو الشرق.


الأسئلة الشائعة حول نقد إدوارد سعيد (FAQ)

ما هو النقد الأساسي الذي وجهه إدوارد سعيد للاستشراق؟

النقد الأساسي الذي وجهه إدوارد سعيد هو ربط المعرفة بالسلطة. يرى سعيد أن الاستشراق ليس مجرد دراسة أكاديمية للشرق، بل هو أيديولوجية غربية خدمت المصالح الاستعمارية من خلال **إنشاء شرق وهمي** أو متخيل يمكن السيطرة عليه وإدارته.

ما هي العلاقة بين المعرفة والسلطة في كتاب "الاستشراق"؟

يوضح سعيد أن المعرفة المنتجة عن الشرق (من خلال المستشرقين) لم تكن محايدة. بل كانت شكلاً من أشكال **السلطة الغربية** التي مكنتهم من تصنيف الشرق وتأطيره كـ "الآخر" أو "الهمجي" في مقابل التفوق الغربي، ما يبرر السيطرة السياسية والاقتصادية.

هل يعتبر إدوارد سعيد أن جميع المستشرقين سلبيون؟

لا، سعيد يقر بوجود أعمال إيجابية قامت بجمع المخطوطات والوثائق. لكنه يخلص إلى أن الاستشراق "الإيجابي الموضوعي" غير موجود، لأن الإطار المؤسسي العام للاستشراق كان ولا يزال متصلاً بشكل أو بآخر **بالمشروع الغربي الإمبريالي**.

عبد القادر الطرنيشي
طالب باحث

المرجع: كتاب "الاستشراق والعلوم الاسلامية" للدكتور محمد خروبات.

إعداد: ربيعي محمد

#تحليل_الاستشراق #إدوارد_سعيد #نقد_الاستعمار #ثقافة_فكرية #علوم_إسلامية

تعليقات

التنقل السريع