القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

المناضل... قصة قصيرة بقلم الكاتب المغربي: عبدالاله ماهل

المحتويات
    لا يوجد عناوين
المناضل
يتكلم كثيرا عن أوضاع الناس، ويتحسر بمرارة على معاناتهم، وظروف عيشهم، ولا يستطيع معهم صبرا، فتخونه عيناه؛ لتنهمر دموعه مدرارا، ويختنق صوته عن الكلام المباح.
إلا أن الجميل فيه، أنه لا يكتفي بالكلام فحسب بل يقترح الحلول لمن استطاع إليها سبيلا، ولا يتوانى في النزول الى الشارع؛ ليجد لنفسه قدم السبق، وفي طليعة المحتجين، المعتصمين، المضربين عن الطعام؛ إيمانا منه أن الدنيا لا تؤخذ إلا غلابا. وكم من مرة، طالته يد القمع، فبات ليلته حبيس الزنزانات، وكأنه فطم على النضال، ولا من حيلة لردعه.
ومع توالي الأيام، بدا كلامه من الرتابة بمكان،
نمطي الشكل والموضوع، لا يخرج عن كونه ما يقال يعاد، وكأننا في حضرة ببغاء أو من قبيل حكواتي العجائز.
كلام أكل عليه الدهر وشرب، لا يمت للواقع بصلة تذكر، ومن تم لا يرجى خير منه. وكأن صاحبنا يعيش حلما لواقع مبتذل، أقسم أن لا يستيقظ منه أبدا أبدا.
إلا أنه وكما يقال لكل فرس كبوة...
وذات مرة، إذ بأحد الظرفاء أراد به شرا، فأبى إلا أن يأتيه من اليد التي توجعه. فتجرأ وأخد يخوض في سيرة أخت له. شاءت الأقدار أن يبتلى بها، شاربة راقصة ساقطة، اتخذت من بيع الهوى حرفة لها، امتهنتها كمورد رخيص للعيش.
فكان جواب صاحبنا عبرة لمن يعتبر: "إنها أخت لي، أبيت أم رضيت، قَدَر علي... أما أنت، مجرد اختيار ليس إلا."
ليرد عليه الصاع صاعين..
عبدالاله ماهل