القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

زينة الحياة قصة قصيرة ... بقلم الكاتب: عبدالاله ماهل من المغرب

 قصة قصيرة
زينة الحياة

استفاق الطفل يونس متأخرا، فرك عينيه إجلاءا لبقايا للنوم، تفقد حواليه، فوقع بصره على والده، لايزال راقدا على السرير.
وبسرعة، طرح دميته جانبا وقفز بين أحضانه والتصق به.
تظاهر الوالد بالنوم العميق، فأخذ يونس يحاول جادا، إيقاظه، بين فتح العين، والهمس في الأذن: بابا بابا...
وفجأة، يستغفله الأب ويمسك به مازحا: والآن: حصلت...
ثم ينهال عليه بالقبل والمداعبة.
يحاول يونس يائسا، الانفلات من قبضة الوالد، فيبدأ يستغيث: كفى بابا، ماما ماما...
وهنا يتوقف الوالد، يتصنع الغيظ ويرد عليه: إياك ثم إياك أن تعاود...
وما أن يسترجع يونس أنفاسه حتى يصيح في وجهه وفي تحد: نعم أعاود...
فيعود الوالد الى المداعبة ويعاود الإبن إلى الإستغاثة.
تتعالى شوشرتهما، لتصل إلى المطبخ إلى مسامع أمه فتنفض ما بين يديها وتهب إلى غرفة النوم، فيستنجد بها إبنها: ماما ماما...
وما أن تهم الأم لنجدته، حتى تسقط في فخهما، فيتحاميان عليها، ويجذبانها إلى الفراش، وينهالان عليها.
وهنا، لا تجد الأم من مخرج لها، سوى الإستعطاف والإحتماء بولدها: يونس ولدي...
يسارع الإبن لنجدة أمه، فينقلب على والده، ويرتمي بين دراعيها، يمسك بتلابيبها، ويستعجلها في الفرار: ماما هيا نهرب.
تضع الأم اللمسات الأخيرة على مائدة الفطور، تصفق الفطور: واجد هيا...
يستبق يونس أباه إلى المائدة، ويصفق بكلتا يديه ضاحكا: بابا سبقتك...
تأخذ الأم في صب الشاي، ويكتفي يونس أمام صرامة الأم بالحليب فقط، ويظل يرقب والده وهو يحتسي الشاي.
وفي غفلة من الأم، يختلس جرعة شاي من يد والده، ليغرقا كلاهما في الضحك...
ولتكون الأم آخر من يعلم.
تأليف: عبدالاله ماهل
من المغرب
زينة الحياة  قصة قصيرة ... بقلم الكاتب: عبدالاله ماهل من المغرب