القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

أهمية الإعلام الرقمي في تطوير الصحافة الإلكترونية ..؟ الشاعرة الجزائرية :سليمة ملزي

أهمية الإعلام الرقمي في تطوير الصحافة الإلكترونية ..؟العالم الإفتراضي .. وغزة فكرية تحمي الأديب والمفكر ..؟


_ الإعلام الرقمي أو الصحافة الإلكترونية لعبت دوراً مهماً جداً  في تسهيل عمل الكاتب و المبدع  و الباحث  والطالب لنشر أفكاره وأعماله الأدبية من خلال المجلات الإلكترونية و المنتديات التي  تخدم الأديب بصفة عامة ، حيث شهد  الإعلام العربي على مستوى تكنولوجيات الإعلام والاتصال تحولات معتبرة خلال العقدين الماضيين، وكان من أبرز ملامحها ظهور شبكة الإنترنت كوسيلة اتصال تفاعلية أتاحت الفرصة أمام فئات المجتمع المتعلمة والمثقفة ،  للوصول إلى المعلومات وبحجم هائل وبسرعة فائقة، ونشر الفكر والأدب بطريقة لم  يسبق لها مثيل في التاريخ.

  ونظرا للفرص الكبيرة المتنوعة والمتعددة الأبعاد التي أتاحتها شبكة الإنترنت للإتصال استطاع الاديب  والمبدع والصحفي نشر  أعماله الادبية والتواصل مع المبدعين في أنحاء العالم ،  ونشر أعمالهم الأدبية والصحافية والبحوث العلمية والفكرية  وتبادل الآراء والأفكار بين المبدعين  خاصة من خلال المجموعات الأدبية والفكرية التي  فتحت لنا فرصة كبيرة للاحتكاك بالمبدعين العرب  والعالم  و الصحفيين  والإعلامين مما أتاح لنا فرصة  النشر  بطريقة سهلة في شتى الجرائد والمجلات،   وحتى الجرائد الورقية كان لنا الحظ أننا نشرنا فيها عن طريق شبكة التواصل الإجتماعي  التي خلقت خلية ناشطة كالنحل تخدم بعضها البعض ، وخاصة بالنسبة لي كوني صحفية  أنشر  في العديد من الجرائد والمجلات الورقية والإلكترونية سهل لي كثيراً هذا العالم الافتراضي الذي أعتبره واقعيا  لأنه مكننا أن نتواصل ونبدع  ونطبع كتبا  جماعية ، وهكذا فإن هذه الخلية العلمية وحدتنا فكريا وأدبيا ..
 والصحافة الالكترونية  باتت تشكل نواة حقيقية منافسة للصحافة التقليدية، والتي صارت تجلب إليها أعدادا كبيرة من المستخدمين ممن لهم القدرة الفكرية والمادية والأدبية على النفاذ للشبكة العنكبوتية.، لما تحمله  من قوة وسرعة مذهلة للوصول إلى أكبر نقطة في العالم ، هناك امتياز استحسنه أصحاب هذه المجلات الإلكترونية وهو النشر المجاني بدون حسابات لتوظيف الصحفيين  أو التفكير في دفع مبالغ هائلة في تجهيز المكاتب وأيضا مصاريف الطبع والنشر والتوزيع مثلما يحدث بالنسبة للصحافة الورقية ، مما أتاح الفرصة الكبيرة والتشجيع لفتح العديد من المواقع الإلكترونية ، وهذه  من بين أهم تأثيرات هذا التطور ما يلاحظ من جدل حول المخاطر التي يمكن أن تهدد مستقبل الصحافة الورقية، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والتوزيع وتناقص الموارد الإعلانية التي تستمد منها الصحف أسباب بقائها وازدهارها، علاوة على تراجع مقروئيتها لدى القراء عموما، والشباب منهم بصفة خاصة، بسبب تسهيل التواصل  عن طريق النت ..
بالنسبة لتجربتي الفردية وحكايتي مع عالم التكنولوجية ، هذا العالم العجيب والجميل كان له الفضل في عودتي على الساحة الأدبية والفكرية بعد غياب طويل لسنوات  تفرغت فيها لتربية ابنائي  ،  ففي سنة 2012 سافر ابني البكر للدراسة في باريس  وكان علي التواصل معه بطريقة اسهل وبدون تكاليف  فأنشأت  صفحة على الفيس بوك وأصبحت اتحدث معه كل ليلة على السكايب من هنا بدأت عودتي للكاتبة  من خلال صفحتي  وبعض المجموعات الادبية التي اضافتني  اليها بعض الصديقات  ومن هنا  بدأت انطلاقتي   الى عالم سريع وممتع وفكري  رغم انني لم اكن اثق  فيه ثقة تامة او بالمعنى الصحيح  كان فيه نوع من الخوف والغوص  في عالم افتراضي يجمع كل فئات  المجتمع  ، إلا ان على الانسان ان يختار الاصدقاء المميزين  والقريبين من فكره وتربيته  مثلما يحدث على الواقع  ، بدأت  رحلتي مع الإبداع والنشر في المنتديات والمجلات الإلكترونية والمشاركة في المسابقات العربية  حيث منحني الحظ أنني خلال 6 سنوات فقط   فزت بما يقارب 8 جوائز عربية بين القصة والشعر وأيضا طبعت 3 دواوين شعرية وشاركت في انطولوجيا الأدب العربي عنوانها ( تحت ظل النبض )  وهي انطولوجيا صدرت عن اكاديمية الفينيق لمجموعة من الأدباء والشعراء  العرب الحاصلين على أوسمة التميز ، وأتاحت لي الفرص للعودة في العمل في جريدة  الشعب  كصحفية, وأنشر حاليا في أربعة جرائد ورقية , ومنذ سنتين عينت مديرة مكتب مجموعة من الجرائد الإلكترونية العربية   ومن مصر الشقيقة خاصة ، وشاركت في ديوان مشترك مع مجموعة من الشعراء العرب تحت اشراف الأديبة "بتول الديليمي" وهي مسؤولة عن المجلة الإلكترونية صدى الفصول ، وشاركت بقراءة أدبية 
لأعمالي الشعرية بقلم الشاعر والناقد العراقي ناصر ناظم القريشي وطبعت هذه القراءة في كتاب حول النقد الأدبي لمجموعة من الشعراء العرب ، وكوني أشرف  على مجموعة العرين جميلات الجزائر للشعر والإبداع  استطعت ان احقق حلم الاديبات المهمشات في الساحة الادبية في الجزائر  بطبع ديوان شعري  ضم مجموعة من الاديبات والشواعر الجزائريات وهو ديوان ( ديوان جميلات الجزائر للشعر والإبداع ) وأنا  بصدد طبع انطولوجيا الادب النسوي في الجزائر  سيكون كتابا ضخما ومميزا  يجمع  خيرة الأسماء الادبية والشعرية النسوية الجزائرية  ...هذه التجربة الناجحة جداً  طبعاً جعلتني أديبة تحترم من طرف الصحافة والمبدعين العرب ، و فتحت لي  فضاء واسع للعمل والخوض في تجارب  متجددة معهم وساعدتنا  في تحقيق حلمنا وزيادة طموحاتنا  نحو الأفضل ..
قد يعجبك ايضا

لقد أصبحنا اليوم نعيش عصر الصحافة الإلكترونية هذه الصحافة التي فرضت وجودها في الواقع الإفتراضي بدورها في رصد الأحداث وصناعة الخبر. وهذا جنبا إلى جنب مع الصحافة التقليدية، ولتتجاوز القيود الجغرافية والسياسية التي تعاني منها نظيرتها الورقية التي ربما بدأ العد العكسي لأفول نجمها مع تقدم عجلة الزمن. فالصحافة الالكترونية تحرز يوما بعد يوم تطورا مذهلا في مواقعها وخدماتها. وهذا بفضل استخدامها للوسائط المتعددة التي جعلت منها صحافة الكترونية تفاعلية، وهما المصطلحان ( الوسائط المتعددة والتفاعلية) ،التي تواصل الإستمرارية في خوض معركة الصحافة الرقمية التي حتما  ستحارب كل ما يتعرض في طريقها لأنها فتحت فضاءً علميا واسعا  يخدم الأدب والثقافة في عبر العالم الذي أصبح قرية صغيرة تتجاوب مع معطيات ومتطلبات العصر.


الشاعرة الجزائرية: سليمة ملزي