34 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية"
يكتبها: يحيى محمد سمونة
في مهجع ضم أكثر من خمسين جنديا كان أصعب شيء أواجهه إذ ذاك هو أن أبتسم مكرها لبعض النفوس المريضة التي تلوي لسانها في ممالأة منها لدولة القوة! لعله بذلك يضفي الواحد منهم ـ أي من أصحاب تلك النفوس ـ على نفسه نوعا من الفوقية أو بالأحرى الدونية !!
لقد كانت مسألة المواجهة مع أشخاص من هذا القبيل تعد سلوكا أرعنا و ذلك بحكم الحالة المرضية التي أصيب بها هؤلاء و جعلت منهم كطبل أجوف
فمن هؤلاء مساعد أول أبو محمود الذي أقسم ذات يوم متبجحا و على مسمع ممن في المهجع قائلا أن ابنته الشابة قد غادرت المنزل لمدة أسبوع كامل غير أنه لم يسألها أين كانت!
و ذات يوم و فيما كنا في مشروع تدريبي من مشاريع الجيش و كان أبو محمود هذا سائقا للمركبة التي كنت واحدا من عناصرها، و خلال مناوبتي داخل الآلية على الجهاز الذي كنت أعمل عليه..أقدم أبو محمود على أمر لم يكن ليخطر ببال الأبالسة!! لقد تبول في إبريق كنت أحمله معي خلال المشاريع كي أتوضأ و أغسل به وجهي!! ثم حين أخبرت الضابط بهذه الفعلة حيث ما من أحد سواي و سيء الذكر أبا محمود هذا في المكان الذي كنا فيه، سألني الضابط و ماذا فعلت بإبريقك؟ قلت قذفت به بعيدا لأنني لم أتمالك نفسي إذ انتبهت إلى الأمر .. قال ـ الضابط ـ هلا تركته دليل إدانة !
.. إن أمورا كهذه تجعل الإنسان المثقف المدني الحضاري بطبعه يحار كيف يتعامل و يسطر علاقاته مع نماذج بشرية كأنما الدناءة متأصلة و متجذرة في طبعها ولا أظن أن تعاملا بالحسنى يجدي نفعا مع أمثال هؤلاء!
نعم إنه بغض النظر سواء اتخذت السلطة بحق هذا الرجل إجراء ما أو لم تتخذ فإن أي إجراء يكون لن ينفع في شيء إلا أن تقوم السلطة وعلى مدى ردح من الزمن بترميم نفسيات أمثال هؤلاء!! و هيهات لسلطات اليوم أن تقوم بذلك وهيهات لأمثال هؤلاء المرضى أن يستقيم لهم أمر إلا أن يتغلغل الإيمان في قلوبهم و الأمر كله بيد الله
كنت أقول في نفسي إن قوانين الدنيا برمتها مهما أحكمت لاتنفع في إصلاح نفوس مريضة ما لم يكن ثمة إيمان رادع وأن يرافق ذلك الإيمان بضعة من فهم صحيح سديد سوي و سليم لنصوص شرع مطهر
إن الواحد منا إذ ينطلق في إنشاء سلوكه وأفعاله عن إيمان صادق فإنه يظهر بأبهى حلة له في الناس و يكون في محل احترام وتقدير منهم جميعا ! و إلا فإن قوانين الدنيا لاتنفع نفسا ممروضة
لقد كانت مسألة المواجهة مع أشخاص من هذا القبيل تعد سلوكا أرعنا و ذلك بحكم الحالة المرضية التي أصيب بها هؤلاء و جعلت منهم كطبل أجوف
فمن هؤلاء مساعد أول أبو محمود الذي أقسم ذات يوم متبجحا و على مسمع ممن في المهجع قائلا أن ابنته الشابة قد غادرت المنزل لمدة أسبوع كامل غير أنه لم يسألها أين كانت!
و ذات يوم و فيما كنا في مشروع تدريبي من مشاريع الجيش و كان أبو محمود هذا سائقا للمركبة التي كنت واحدا من عناصرها، و خلال مناوبتي داخل الآلية على الجهاز الذي كنت أعمل عليه..أقدم أبو محمود على أمر لم يكن ليخطر ببال الأبالسة!! لقد تبول في إبريق كنت أحمله معي خلال المشاريع كي أتوضأ و أغسل به وجهي!! ثم حين أخبرت الضابط بهذه الفعلة حيث ما من أحد سواي و سيء الذكر أبا محمود هذا في المكان الذي كنا فيه، سألني الضابط و ماذا فعلت بإبريقك؟ قلت قذفت به بعيدا لأنني لم أتمالك نفسي إذ انتبهت إلى الأمر .. قال ـ الضابط ـ هلا تركته دليل إدانة !
.. إن أمورا كهذه تجعل الإنسان المثقف المدني الحضاري بطبعه يحار كيف يتعامل و يسطر علاقاته مع نماذج بشرية كأنما الدناءة متأصلة و متجذرة في طبعها ولا أظن أن تعاملا بالحسنى يجدي نفعا مع أمثال هؤلاء!
نعم إنه بغض النظر سواء اتخذت السلطة بحق هذا الرجل إجراء ما أو لم تتخذ فإن أي إجراء يكون لن ينفع في شيء إلا أن تقوم السلطة وعلى مدى ردح من الزمن بترميم نفسيات أمثال هؤلاء!! و هيهات لسلطات اليوم أن تقوم بذلك وهيهات لأمثال هؤلاء المرضى أن يستقيم لهم أمر إلا أن يتغلغل الإيمان في قلوبهم و الأمر كله بيد الله
كنت أقول في نفسي إن قوانين الدنيا برمتها مهما أحكمت لاتنفع في إصلاح نفوس مريضة ما لم يكن ثمة إيمان رادع وأن يرافق ذلك الإيمان بضعة من فهم صحيح سديد سوي و سليم لنصوص شرع مطهر
إن الواحد منا إذ ينطلق في إنشاء سلوكه وأفعاله عن إيمان صادق فإنه يظهر بأبهى حلة له في الناس و يكون في محل احترام وتقدير منهم جميعا ! و إلا فإن قوانين الدنيا لاتنفع نفسا ممروضة
ـ يحيى محمد سمونة. حلب ـ