أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

👌 كن وسط

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــ

الوسطية خصيصة من خصائص الأمة الإسلامية : {{ وكذلك جعلناكم أمة وسطا" }} [ البقرة : ١٤٢ ]

وعن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خير الأمور أوساطها ..

والوسط : الخيار ، فوسط الوادي خير مكان فيه .

وجاء في صفة نبينا صلى الله عليه وسلم : أنه كان من أوسط قومه ( أي : خيارهم ) .

والوسطية تشمل الوقت ، والجهد ، والحب والكراهية ، واللطف والعنف ، والرضا والسخط ، والواقع والخيال ..

لا تفرط في الكرم ؛ فذلك تبذير ، والله تعالى يقول : {{ ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما" محسورا" }}
[ الإسراء :٢٩ ] .
ولا تفرط في الاقتصاد ؛ فيصبح شحا" مذموما" ..
ولا تفرط في الراحة ؛ فتصبح عاشقا" للكسل ..
ولا تفرط في الحزم ؛ فتغدو ظالما" للآخرين ..
ولا تفرط في اللين ؛ فتبدو ضعيفا" أمام الناس ..
ولا تفرط في النوم ؛ فإنه خمول .

يقول المنفلوطي رحمه الله :
بين الجبن والتهور منزلة ؛ هي الشجاعة والإقدام ..
وبين البخل والإسراف منزلة ؛ هي الكرم ..
وبين العفو والانتقام منزلة : هي العقوبة ..
وبين العجز والجهل منزلة ، هي الحكمة ..
واعلم أنك لا تزال كريما" حتى تنفق مالك في غير موضعه ؛ فإذا" أنت مسرف ..
وإنك لا تزال حليما" حتى تغضب للباطل ؛ فإذا" أنت جهول ..

ويقول ابن الوردي :
بين تبذير وبخل رتبة
فكلا هذين إن زاد قتل

يقول الحسن البصري : " رحم الله رجلا" كسب طيبا" ، وأنفق قصدا" ، وقدم فضلا" ليوم فقره وفاقته "

ويقول أحدهم :
وكان المال يأتينا فكنا
نبذره وليس لنا عقول
فلما أن تولى المال عنا
عقلنا حين ليس لنا فضول

وقال معاوية :
ما رأيت سرفا" قط إلا وإلى جنبه حق مضيع

.
وكن وسطا" حتى في الحب والكراهية ، لا تبالغ في حبك للآخرين ، ولا تبغضهم كل البغض ؛ فالرسول صلى عليه وسلم يقول :
" أحبب حبيبك هونا" ما عسى أن يكون بغيضك يوما" ما ، وأبغض بغيضك هونا" ما عسى أن يكون حبيبك يوما" ما
[ صحيح الجامع : ١٧٨ ]

ويقول الحسن البصري أيضا" :
أيها الناس ! أحبوا هونا" وابغضوا هونا" ..
فقد أفرط أقوام في الحب حتى هلكوا ..
وأفرط أقوام في البغض حتى هلكوا ..

ويقول بعضهم :
عليك بأوساط الأمور فإنها
نجاة ولا تركب ذلولا" ولا صعبا

فكن وسطا" مع أهلك ؛ بين لين وشدة ..
عامل زوجتك كشريكة حياة ورفيقة درب العمر دون إفراط ولا تفريط ..

ولتكن معاملتك للناس وسطا" ؛ لا غلو فيها ولاجفاء ..

لا تعلق قلبك بهم بحيث لا تستطيع العيش من دونهم ..
ولا تزدريهم وتتكبر عليهم ؛ فيكرهك الناس أجمعون .

لا تذهبن في الأمور فرطا
لا تسألن إن سألت شططا
وكن من الناس جميعا" وسطا

ورحم الله الشاعر الذي قال :
فكن على حالة وسطى تكن رجلا"
بالجد متسما" بالبشر مبتسما"

قال أعرابي للحسن رضي الله عنه : علمني دينا" وسوطا" ، لا ذاهبا" شطوطا" ، ولا هابطا" هبوطا" ، فقال الحسن : لئن قلت ذاك إن خير الأمور أوساطها ..

ــــــــــــــــــــــــــــ

فريال حقي