أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

ابتهالات قرمزية
--------------
أعــرنــي جــمـالا مـــنْ رذاذ جـمـالـكَ
و دعـنـي أصـلّـي صـابـئا فـي خـيالكَ

و خـــذْ مــا تـشـاء الآن مـنّـي فـإنّـني
لـدربـك فــي تـيه الأحـاسيس سـالكَ
أأوقـعتني فـي الحبّ منْ قبل مولدي
و لـحـدي تـشـظّى عـمقه فـي حـبالكَ
تـجـاهـلـت قــلـبـا عــارفــا مـتـصـوّفا
يــسـبّـح آنــــاء الــهــوى .. بــجـلالـكَ
فـمـا تـبـتغي مـنْ جـسم رمـل مـبعثر
إذا كــنـت لــلـروح الـشـهـيدة مــالـكَ
أتـيـتـك أرجـــو أنْ تــرانـي كـمـا أنــا
لأنـظـر لــي يــا هـاجـري مـنْ خـلالكَ
فـفـي واحــة الـمـعنى زرعـتـك نـخلة
لـتـفصل جـوعى أحـرفي عـنْ غـلالك
َ
فـأفـرغت ذاتــي مـنْ أهـازيج حـلمها
لـتـحشر نـبـضي الـمـستحي بـسلالكَ
مـدحـتك كـيْ تـحيا بـوزن قـصيدتي
فـأوردتـنـي عــنـد الـخـلـود الـمـهـالكَ
يـمـيني الـتـي خـطّتْ لـواعج غـربتي
هــنـا آنــسـتْ آمـالـهـا فـــي شـمـالـكَ
بـصدرك شـمس الـشوق تلفح دمعتي
فـهـبْ لــي بـقـايا بـسمة فـي ظـلالكَ
لـك الـحسن في النسوان صعّر عطره
فــفـاحـت أزاهــيــر الــهـوى بــدلالـكَ
لك المنتهى في سدرة الطهر و الهوى
و حـالي الـسوا يـا أنـت لـيس كحالكَ
ففيك انشـغـالي كـالـصـلاة إذا أتـــتْ
فـهـلْ مــرّ يـومـا خـاطـري بـانشغالكَ
أحـدّث نـفسي أنـكر الـعشق في فمي
فــمــا بــالـه بــالـي يـبـالـي .. بـبـالـكَ
تـقـول بـأنّـي بــي جـنون : أقـول لـي
كــذلــك هـــمْ أهـــل الــغـرام كــذلـكَ
و إنْ ضــاقـت الـدنـيـا بـهـمّ نـبـوءتي
أقـيـم عـلـى عـشقي الـفسيح مـمالكَ
و لو ما لغيري في الصدى دان حكمها
أشـكّـل جـيـشا مــن دمــي لاحـتلالكَ
و أهــديـك عـمـري الـقـرمزيّ نـوافـلا
لـتـذكـرني لـــو خـلـسـة .. بـابـتـهالكَ

الشاعر : يوسف الطويل