القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

العودة إلى الفناء / الشاعر : يوسف الطويل - الجزائر -

العودة إلى الفناء
......................

على التنزيه أكتب أنّني غيري
فذاتي لمْ تعدْ لي ..
صرت قطبا أوحدا لا شيء يشبهني
كأنّي خالق العدمِ
لأنّي خامس الحضرات غبت أنا لأرجع لي
على كينونة منْ جلوة الألمِ
و أعرج في الثبوت الشكّ فلسفة بلا حدس
و جسما كامل المنفى بلا نفس
و في الموت الخلود أمرّ منْ نعشي إلى نعشي
لأبلغ غاية الغايات كالصنمِ
مقامات الولاية كلّها كالماء أشربها
فكيف أغصّ بالعشق المملّح بالرؤى ..
و أجوع في بذخ المشاعر فيك حين تفيض بالندمِ
لأنّي أكتب الأشعار بالدمع المسطّر ليس بالقلمِ
أمدّ إليك في عجل يدي اليسرى
و أمسك نجمة تختال بالأخرى
و ألبس جبّة الدرويش قبل الإستواء على أحاسيسي
و حين أخاطب الأبدال أصرخ أنّك المخفيّ ..
عنْ عيني التي زاغتْ
أعود لأطلب الغفران في كشف بعيد الدهر في إرمِ
هيولى نبضك الصوفيّ جوهر بسمة صبأتْ
و أنت بصيرة عميتْ
فلمْ تبصرْ سوى جسدي الذي ما عدت أذكره
طلبت الغوث منْ شكوى فتات هواجسي الثكلى
تركت لواعجي قتلى
عرجت على براق متعب تبغي هيولى جثة النغمِ
و مزماري يصلّي وحده في العدوة القصوى
و ينثر لحنه المشهود في حال الرضى ..
فوق المواجيد التي تخشى التجلّي في دم القدمِ
فجدّدت الفناء لعلّة تسعى
فقدّس سرّك العربيّ في صحراء لفظي لكنة العجمِ
فدعني في شفاهي أمتطى جملا بلا سنمِ
أحدّثني عن الكثبان في صهد
و ثلج العشق يصغي لي
أنكّر عرش أحلام تعملق في الغد القزمِ
فتنبعث الحياة البور في الرممِ
و جمجمة الكلام الأخرس الثرثار هائمة
و قلبك يدهس النبضات في قلبي
و وجداني على التجريد و التفريد ..
يهرب خسلة عنّي
فتنبلج القصائد فيه كالورمِ
و أصبح سادن الأوجاع بين الناس و الأممِ

الشاعر : يوسف الطويل 

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏