أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

برازخ التيه
--------------
جَـــدّي يـسـائلني دومــا مـتـى عُـرسـي
عُـرسي مـتى عـدتُ يا جَدّي إلى نفسي

أنـــا الـمـخضّب بـالأوجـاع مـثـل غــدي
عـنّـي بـحـثت فـلـمْ ألـقى سـوى يـأسي
مــا أسـكـرتني عـيـون الـفـاتنات و كــمْ
بـأحـرفي أسـكرتْ نـصف الـورى كـأسي
إن كـنت ربّ الـهوى الـصوفيّ كيف أرى
منْ فـي الـهوى حـجبتْ أنـوارها شمسي
تـلك الـتي فـي دمـي تـمشي عـلى مهل
فـي شـاطئ الـشبق الـمنسيّ لم ترسي
مــا زلــت أعـشـقها فـي الـغيب شـاهدة
عـلى ضـجيج طـوى فـي نـعشه همسي
كـأنّـنـي فـــي يـــد الـنـخـلات دون يـــد
يـجتاز إحـساس قـلبي الـمشتهى لمسي
لـكـنّني لــمْ أجـدها فـي خـطوط صـدى
أوْ فـي مدى وحشتي الهوجاء أو أنسي
أحـــاول الــحـبّ فـــي جـــرح أضـمّـده
كـمـثل حـطّـاب شــوق شـجـني فـأسـي
أســقــي هــنــا ربّــهـا خــمـرا و ثــرثـرة
فـتـأكل الـطـير خـبـز الـهجر مـنْ رأسـي
أطـــــارد الــزمــن الـمـعـطـوب أســبـقـه
و بـعض يـومي حبيس في أسى أمسي
ولـــدت قـبلــي بـعـام صــرتُ أصـغـرني
و الـعشق أكـبر مـنْ مـهدي و منْ رمسي
أصــطــاد غــــزلان وجـــدان و أطـلـقـها
و فـي عـيون الـمها مـا أخـطأتْ قـوسي
لـكـنّـنـي الآن يــــا جَــــدّي بـــلا جــسـد
و روح لــيـلاي لـــمْ يــأبـهْ بــهـا قـيـسي
إنْ كنتُ منْ جنس منْ إنْ عذبّوا عشقوا
أريـدهـا رغــم هــذا الـصبر مـنْ جـنسي


الشاعر : يوسف الطويل