القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

فلانتينا والممرور ..بقلم:فتحى عبد العزيز محمد

فلانتينا والممرور ..
الى حسين بهنس فى علياءة
" لا أعرف حدوداً، فالعالم بأسره وطني. "
ارنستو "تشي" Ernesto 'Che'

-1-
تلتفين دائما حول ذاتك بنرجسية مخلة وممقوتة , وحول الحقائق ومنطقها السليم والغريب بالضبط كالحلزون , ثم تلوين عنقها تماما ولدرجة أنك تمحين وفى غمضة عين, حتى أشياءه الجميلة الخاصة التى تسكنه دائما والمعروف بها أصلا , والتى لم ولن تغادرة أبدا مهما كانت مكائدك الضحلة .. , ثم لما كل هذا التحدي والمكابرة يا بنت الواصلين..؟ ثم تحلمين بأشياء مستحيلة الحدوث وتطلبين منة أن يصدقها مغمض العينين , قولى لى باللة من كذب عليك يوما ما واوهمك , وأكد لك تماما سذاجتة ولهذة الدرجة من الغفلة والاسفاف , بل ويمكن بيعة هكذا وفى وأضحة النهار وحتى فى سوق " أبوجا " نفسها , أو أى سوق آخر موازي كـ " قندهار" أو " أبي مسعود " , وبدون كبيرعناء .
حتى أنت نفسك وهى المشاءه بنميم .. تحلمون وتطلقون أنابيب أختبارلا طائل منها لاكاذيب واوهام ممجوجة وما أنزل اللة بها من سلطان , وتطلبون منة هو أيضا ليتعايش معها كحقائق ومسلمات مفروغ منها ولا فكاك لة منها أبدا , وبلا تمحيص أو أى تدبروهوالفنان الملهم العبقري , والموزع جهده بالكاد بين التدريس تارة ولارضاء نهمك وطموحاتك المادية المنهكة , وتارة بين فن الرسم التشكيلى الرفيع والعزف والتأليف الاوبرالي الموسيقى الحاذق , وهو خريج مؤهل ومقتدر من معهد الرسم التصميمي الدايفنشي العالي بـ " فلورنسا " الايطالية نفسها , وموسيقارضليع بالكلاسيك المجري وخفاية موسيقا " فاجنر " و" شتراوس " , وبفرقة البلشوى الصغير وبالحاضرة الهنغارية " بودابست " باريس وعروس عموم أوربا الشرقية , ثم هو نفسة قائدا لايشق لى غبار وبدرجة مايستوا سابق ومتدرب باركسترا " ليون " بفرنسا , وبعدها باركسترا القاهرة السيمفوني والاوبرا التاريخية المصرية , ولبعض من الوقت و بلا منازع أو حتى تشكك أوضجيج كبير .
-2-
ولكننى أوكد لكم أنت وهى .. وبالبنط العريض نعم هو بالفعل بعض ساذج ومتسامح ولكن ليس الى ما لانهاية .. وفى حدود اللباقة واللياقة والاحترام , بل هو يقف نقيض تماما لكل ما تأملين منة من دور متهاون ومزري ووضيع , ولا يتفق مع طبيعة شخصيتة الخلوقة , فهو ومنذ أن عرفك وأرتبط بك برباط الزوجية المقدس ليس لة خيار فى أن يأمرك أو أى حق حتى ليسالك قضاء شىء يخصه أبدا , فكل شىء محال ولجوقة العاملين بالبيت الكبير , وحتى فى خروجك ودخولك وفى كل المشاوير والمناسبات تتجاهلين وجودة تماما , وكأنة قطعة من أثات مهمل تكيفيها وتضعيها حيث شيت أوراق لك , ثم تأمرين وتنهين ومن وراء أوامره المستدامة ومواقيته ومواعيده والمرتبطة وكبندول الساعة وأنت تهملين كل ذلك وحتى فوزة بالمهرجانات وألاوسمة العالمية وشهرته كموسيقار عربي عالمي وعلى كل الفضائيان العربية المعروفة وشهرته كموسيقار ومحكم دائم وحتى ببرنامج السيوبرأستار العربية وأخواتها الآخرويات , بل وأذا ما فاض بة الكيل وبلغ السيل الزباء وأخطاء ووبخك وأمام أصغر العاملات , تدخلين غرفة نومك الوثيرة وتغلغينها عليك بالداخل وبقسوة بائنة , وتتركينه هكذا وبالليالي الطوال يتضور من البرد والوحدة القاسية وبالصالة الجانبية والموبؤوة عن آخرها بالصقيع وحتى الصباح , فهو وبصريح العبارة شخص ليس لة أى مكان من الاعراب فى قاموسك الشخصى صراحة , لأنك وبجأه وسلطان وثراء أبيك المزعوم والعريض والذى لايطأل عندهم هم وحدهم على الاقل , وبالتالي لا ترتفع دونه أبدا الاعناق وأنت بصراحة تتناسية متجاهلة وعنوه وهو لاشىء أمامك سواء مجرد زوج صفيق مشاكس يمكن الاستغناء عنة وبمجرد جرة قلم ليس الا .. ولله درك , وبانك تضعيه دائما وكصفركبير على الشمال , وأستعجب حتى أنا نفسى كيف تعرفتى على مثل هذا؟؟اا , والذى طالما وصفتيه أيضا بالوغد الجرئي وكما تقولين وأذا كنت لا تفهميه أولا تحبينه حتى لما تزوجتية صراحة ؟ ومن قدمه لك أساسا وكمجرد طعم أولقمة سائغة , وهو الذى عاش متنكبا كما تزعمين المشاق تلوا المشاق وعبثيا ونزغا ردحا طويلا من الزمن , كفنان بوهيمى كما صارحك ولاول مرة جاب العالم ومن أقصاه والى أقصاه شرقه وغربة وخارج حتى حدود الزمن السوداني الصرف , صحيح وبذات المنطق الزمانى الصعب عاش منفيا فى جخانين أوربا السحيقة ومناجمها , وفى مهن وضيعة وبعد أن سحبت منة المنحة الحزبية الاممية الفضاضة ومع طوفان رياح التغير والبروستريكا الجديدة , الا أنة تماسك بشدة ومن الانزلاق وفى علاقات تنتهى بة بزواج مصلحة من مواطنة مغلوب على امرها بالكامل ليمنحها عطفه وحنانة وحمايتها ولتمنحة على استحياء بضع هوية واوراق ثبوتية ليتجول بها ببلاد الاتحاد وبلا تاشيرة " شينجنك " بعيدة الان مهوى القرض وقطع البحار وظهر الشاحنات وشق الانفس .. . 
-3-
ولكنة تماسك يومها بشدة يحسد عليها وكسوداني قح يحذق فن الممكن والضرورة والحسم الصارم , وليس لاجئنا غجريا أوهنديا بانجابيا خطرا , وأنما رجل قروى شرقى متزمت , فاياك يا "فلانتينا "الاخرى من نشر الغسيل الوسخ والا .. , ثم أنة أخيرا أعلن توبته وأنعتاقة بعيدا عن ألاشكالات الفلسفة جميعها والتى أصبحت الان أثرا بعد عين , ليعيش بكلياتة حياة يقينية متسامحة مرفهة وأنيقة جدا وبكد عملة , يقول بانة زهج من ممرضة أوربا وكرة العيش فى صقيعها وثلوجها وزاهد حتى فى هويتها , ولم يقل بتاتا بان ديدنه كان تراكم الإيجارات والتهرب حرفيا من تسديد فواتير الماء والكهرباء , والتدفئة والقطارات بل وكان يسكن بعدها ميسورا الحال رساما وعازفا متجولا بين أنفاقها وعلب ليلها الطويل , يقول أخيك المخبول حينا والارستقراطي حينا آخر وطويلا والمتأنق جدا , وبلا وسامة وأضحة المعلم سواء وجة وثمة نتؤات غائرة وفى أجرام زؤى الياقات الفارهات واللباقة فى الحديث والهرطقة والدغمسة البائتة , والذى تعرف علية بغاليرى" قراند هوتيل فيليا " الخرطومى الأنيق أو معرضة الشخصي الدائم بنادى أساتذة جامعة الخرطوم , والذى يريد أولا وأخيرأبعادك لينفرد وحدة بالعمائر والمزارع والارث التليد , والذى أجتهد ليعرفك بة عنوة وبالقرب من نادى روتارى سيدات أعمال الخرطوم ذات مساء وردي أوليلكي اللون زؤى شجن والق عائلي خاص ومتفرد بالكامل , بل وفى أحدى نزواته وطيشه وهو يقنع فى جلسة حديث , وليشرح بكلتا يديه لابوك شيخ المصدرين " أب كريك " نفسة وأمك الست الاولى الهانم , وفى مملكته الاسرية الكبرى التى ينهي فيها ويأمر.. قائلا ..وبصوته المتملق هذة المره :
ـ صدقونى يا بابا .. لو باع فقط وأحدة من لوحاته .. التى تضاهى الموناليزا لأصبح مليونيرا دولاريا .. يشار الية بالبنان .. فلما العجلة أذن ؟؟.. وليرد أبوك بكل فنجريه وعنجهية :
ـ بالعكس .. تماما .. يا أبنى .. " وليضيف بعد فترة ممتعظا :
ـ ثم مين قال ليك .. نحن حتى محتاجين لامثالة .. حرم نحن قبيلة تسد عين الشمس .. ثم ثانيا نحن بنشترى رجل .. ولا كلامى دا أعوج يا " بنت الدخرى "..؟؟ .. اا " ملتفتا لوالدتك المغلوب علي أمرها بينكم .
-4-
يراهنون علية ثم وهو قبلها الم يكن أمينا وواقعيا , وعندما صارحك بكل هذا وحتى بكل شىء قبلها فكيف تقضى الطرف حتى وتتزوجية ..؟ كنت يومها غير مصدقة عروس بالتمام والكمال تتبسمين , معجبة بة وتكائدين صويحباتك وكلام الناس وغيره .. 
ببساطة ودون مؤاربة قالوا ليلتها :
ـ لكن ما شنوا.. ما وقع ليها فى جرح عديل .. عريس لقطة ولا فى الاحلام ؟؟ اا" ولم تفكرى بعدها أبعد من أرنبة أنفك , ولوحاتة وطبيعتة الصامتة معك أنت بالذات , أنة تشكيلى ضائع متجرد بعيدا عن الماديات , وفى تهويمات لوحاتة شىء من التوحش والسوريالية الفلسفية العدمية والغير مفهومة , أنة يطوق لشىء اخير وهو ركوب موجة العالمية البيكاسوية وبلا حدود , أنها غلطتك لاتقولى لى كنت أريد الزواج كصديقاتى , كلهن عثرنا على زملاء تشكيليين الا أنا , لم أجد أحد غيرة صحيح انة مدهش ومثير للجدل , بل وعندما يحاضر كأستاذ مشارك بالجامعات والمعاهد , كان يأثر الصبايا من الطبقات الراقية , ويدير أعناقهم بطريقتة المتفردة فى الشرح المتانق وهندسة الحديث والتعبير وصياغة ألاحلام الما وراء وردية , وتحزلقاتة الجرئية والعيش بانصاف الحلول .. والبهجة الواضحة والتى تزين محيأة دائما .. , ثم ألم أقل لك أنة ومع كل ذلك وجودى بحت يعرف من أين تؤكل الكتف ؟؟اا .
-5-
ثم الا تذكرين تظاهرة المعجبات بة وبفنة يوم أن تعرض لوعكة طبية طارئة بقاعة الصداقة , ونقل طريحا على أثرها لمستشفى أمبريال العام ثم للزيتونة التخصصى , الم ترى بام عينيك , كم هى عدد بأقات الورد والتهانى والاماني بالشفاء العاجل , والتى أنهمرت علية فجأة ودفعة وأحدة من معجبات مهوسات ولا يحلم بهم فى الاحلام , وحتى من خارج السودان ثم بعد ذلك كلة الم يفأجيك بصفاقتة وتزمتة وتشككة بنواياك العدوانية تجاءة , وبتحكماتة المفرطه بعدها حتى وعلى أنفاسك يعدها واحدة تلوا الاخرى .. ويغدر بك وقبل أن تغدرى انت بة وللة درك , وهو يعرف فلسفتك الحربائية وبانك حتما قطعا ستلتفين كلحلزون حول نفسك الضائعة , وستتنكرين لة فى يوم ما قريب , وهذه مسالة وقت ليس الا وكما يقول , وهو يستعد حتى لمشوار الالف خطوة محاكم من الان , بل وسثثورين من داخل اعماق اعماقك وستطوينة وترمى بة فى زوايا النسيان , كآخريين تعرفينهم انت وهى , وتحيلينوة مباشرة الى أطغاث احلام وضلالات ليس الا تراودة , وافكار سوداوية تنتابة بين الحين والاخر فهو عندك " ممرور " تماما الان , وستنتهزيها فرصة سانحة آخيرة يا " نادين " أقصد يا " فالنتينا أيفانوفيش" الاخرى , لتلتفين حول ذاتك كلحلزون.. وحول الحقائق , وتلوين عنقها كعقرب رمل .. وتقولى لهم بصفاقة .. وهم مصدقين :
ـ " الم أقل لكم أن بة مس .. من الجنون خفيف ..؟ااا " .

تمت ,,, 

فتحى عبد العزيز محمد
سودانى
أمدرمان ــ حى الضباط 
5 /10/2014م

:فتحى عبد العزيز محمد