🌿 مقدمة
قصيدة «كن بلسماً» للشاعر المهجري إيليا أبو ماضي تُعَدّ من أروع القصائد التي تمزج بين الفلسفة الأخلاقية والتأمل الإنساني، حيث يدعو الشاعر الإنسان إلى أن يكون مصدر خير وجمال في هذا العالم، رغم ما يواجهه من ألم وحزن. القصيدة وردت ضمن ديوانه «تبر وتراب»، وهي من النصوص التي تُدرّس في كثير من المناهج العربية نظرًا لغناها بالمعاني والقيم.
🌸 الفكرة العامة
تتمحور القصيدة حول فكرة مركزية: الإنسان الحقيقي هو من يهب الفرح لغيره حتى في لحظات ألمه. إيليا أبو ماضي يقدّم فلسفة التفاؤل والإيثار على الذات، ويرى أن سعادة الآخرين طريقٌ غير مباشر إلى سعادة النفس.
💡 الأفكار الفرعية
- الدعوة إلى نشر الخير والبلسم في وجه المعاناة.
- التفاؤل رغم قسوة الحياة ومآسيها.
- التحفيز على العمل الإيجابي والإيثار.
- تحقيق السعادة عبر العطاء لا عبر الأنانية.
- يمكنك مطالعة مقال:
المذاهب اللغوية في اللغة العربية المذهب الواقعي 3 بقلم/ د غالب القرالة
🎨 شرح الأبيات وتحليلها
1. كن بلسماً إن صار دهرك أرقماً ... وحلاوةً إن صار غيرك علقما
يبدأ الشاعر بنداء مباشر يحمل أمراً أدبياً: كن بلسماً أي كن علاجاً للناس، حتى لو كان الزمان قاسياً كالحية (الأرقم). التضاد بين "بلسماً" و"أرقماً" يرسم صورة بديعة لروح الخير وسط الشر.
2. أحسن وإن لم تُجزَ حتى بالثنا ... أي الجزاء الغيثُ يُطلب بالندى؟
يدعو الشاعر إلى فعل الخير دون انتظار المقابل. يشبّه فاعل الخير بالمطر الذي يمنح الندى بلا حساب، وهو من أجمل الصور الرمزية في الشعر المهجري.
3. يا صاحِ خُذ علمَ المحبّة عنهما ... جودُ الرّياح ورقةُ المتنسّمِ
يجسّد الطبيعة معلّماً للإنسان: فالريح الكريمة لا تميّز بين غني وفقير، والمتنسّم (النسيم) رقيق في عطائه. في البيت تصوير بلاغي يجمع بين الحسّ والروح.
4. من ذا يكافئ زهرةً فواحةً ... أو من يثيب البلبل المترنما؟
ينتقل الشاعر إلى خطاب رمزي: الطبيعة كلّها تمنح دون مقابل. الزهرة والبلبل رمزان للعطاء الجميل والفرح النقي.
إقرأ أيضا مقال:
قراءة في رواية (تحيا الحياة) الكاتب فيصل عبدالحسن بقلم/ جمعة عبد الله
5. كن بلسمًا إن صار دهرك أرقما ... وحلاوة إن صار غيرك علقما
إعادة البيت الأول بأسلوب تكراري يؤكّد الفكرة الأساسية: التفاؤل والبلسمية رسالة الإنسان السامي.
🌺 الصور البلاغية في القصيدة
- تشبيه: “كن بلسماً” تشبيه الإنسان بالدواء الشافي.
- استعارة: “دهرك أرقماً” جعل الزمان أفعى في قسوته.
- طباق: بين “بلسم” و“أرقم”، “حلاوة” و“علقماً”.
- كناية: “الغيث يُطلب بالندى” كناية عن الإيثار.
💭 التحليل النفسي والفكري
تعكس القصيدة فلسفة أبو ماضي الإنسانية التي ترى أن الجمال والرحمة هما جوهر الوجود الإنساني. فهو لا يهرب من الحزن بل يحوّله إلى قوة إيجابية تنشر الفرح بين الناس. في هذا التصوّر، يصبح العطاء دواءً للروح، والابتسامة فعل مقاومة.
إقرأ كذلك:
📚 الخاتمة
قصيدة «كن بلسماً» ليست مجرد دعوة إلى التفاؤل، بل بيانٌ شعريّ عميق يدعو الإنسان إلى أن يكون **نوراً وسط الظلمة، وبلسماً في عالم الجراح**. تتجلّى فيها روح الشاعر المهجري الذي جعل من الشعر طريقاً لإصلاح النفس والمجتمع.
#مجلة_النبراس #كن_بلسماً #إيليا_أبو_ماضي #شرح_قصيدة #تحليل_شعر #الأدب_العربي #شعر_المهجر #ثقافة #نقد_أدبي
إعداد مجلة النبراس الأدبية والثقافية — بإشراف محمد دويدي.
تعليقات
إرسال تعليق