القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

جميلة ومستحيلة أو " حلا " فتاة بوابة عبد القيوم ..فتحى عبد العزيز محمد


جميلة ومستحيلة أو " حلا " فتاة بوابة عبد القيوم ..

أيضا الى " ما تريد " التى سمعت عنها ولم أراها .. يرجحون عنوانك وماذالوا بالموردة شارع الفيل ..
“الناس تراقب وتتذكر، تحصي اللفتات والنوايا، تؤول الأوهام بأوهام، تتعجل تحقيق الظنون، تتستر بالتقوى والبراءة.” 
فرجينيا وولف 
-1-
تعاقبت فى مشوارها المبكر ذاك المساء , مع البروف القدير المخضرم والمتفرغ من لدن الحزب التقدمي الجماهيري العريض , لرئاسة ما يسمي ويعرف داخليا وعرفيا بمكتب الضبط العام والانضباط وتشخيص مصلحة النظام , والمختص أيضا بالكامل بشئون اللاتصالات المجتمعية السرية , ومتابعة أستراتيجيات العضوية بالتدقيق والتقيد بالتقييس المثالي لمعايير العضوية الحقة للنزاهة والنقاء الثوري , والخالية من أى نقيصة أو شائبة أو دنس والذى ينبغي ان يكون أو يتحلي بة كافة الاعضاء المؤثرين , , وبالاخص أولئك الطليعيين والمرشحين للجنة المركزية أو الاحتياط وممن ينتظر تصعيدهم فى اى زمان او مكان , تنظيميا لرئاسة الدوائر واللجان المتخصصة والمنافسة عن جدارة وثقة لمنصب الامين العام أو نائبة أو من فى حكمهم ,وحسب الضروريات ومقتضيات الظروف والاحوال , والمحسوب على جيل الصقور المتشددين والقابضين على الجمر , وللحفاظ بالضرورة على وضعية ومكانة وكيان الحزب ووحدتة وأستقلاليتة المميزة والفريدة , والتى لايمكن المساومة عليها أبدا من التفتت والاختراق والتشظي والزوبان فى الآخر الضد .. , ,ومعة بالطبع أثنين آخريين على ما يبدوا من مستشارية المرافقين الالداء شديدي الميراس ومن غلاة الشبيبة التروتسكيين بالحزب القديم المتجدد , والموصوف فى فقهم السياسي وبلغة الصحافة اليومية بالطليعي والتقدمى , تميزا عن غيرة من ألاحزاب الاخرى التقليدية المنافسة والمخترقة والتى توصم عادة بالطائفية والرجعية ,ومن جهابزة العمل السري المضاد ودهاقنة الساسة المشاكسين دوما .. , والغليظي الطباع والتطبع والذين ياخذون بصريح العبارة كل الامور ومستجداتها على محمل الشدة والجد والحسم الفوري .. وبالجملة عدم المجاملة والمسايرة و المعروفين بشيل الحال .. ووش القباحة .. وأذا ما مال الحال .., ولكنهم ومع كل ذلك فرسان وأولاد بلد سودانين .. بيعدلو الميل , ومتفهمين لمعانى السماحة والكرم والشهامة واغاثة الضعيف الملهوف , وكما يقال صناديد متسربلين بالحكمة والنزاهة وبعيدين كل البعد عن العنف والتطرف والتشنج , ولاتمتد حتى أياديهم لا لشرف تليد اولعرض مصون أو مال عام بتاتا وتحت اى مسمي أو ظرف أو زريعة كانت .. , اما ديددنهم الوحيد للموانسة والترويح عن النفس والمعروفين بة دائما ,هى السخرية حد التهكم من كل شىء وأى شىء وفى مواجهة الظلم والقهر وهضم الحقوق وظروف الكبت السياسي الغير مؤاتية فى كثير من الاحيان .. اما هى من الوهلة الاولي لم تشعر او تنتبة لهم بتاتا لا فى كثير أو قليل , لعدم معرفتها الشخصية والحضورية بهم فى الاصل .. وبالواضح الصراح .. , وبالطريق الدائري الجنوبي الضيق والمحازي لنادى الحكام المعروف بدارالرياضة بأمدرمان , والذى يشبة لحد ما طريق أو نفق " أرنستو ساباتو الشهير .. ".. .
-2-
كانت بمفردها تقود سيارتها الصغيرة الانيقة الـ BMWالناصعة البياض , وفى زيارة خاطفة لصديقة عمرها وتوأم روحها الاستاذة " رجاء " , زميلتها بكلية التربية ولتفضفض لها بالطبع بالكثير والموجع والمثير من ما حدث وما سيحدث لها من مفاجاءات موجعة وغير مؤاتية ولم تخطر على بال .. , وتطمع فى أنسها وطلب أستشارتها ومؤازرتها الصادقة بالشرح والتفسير لما يحدث من غرائب وعجائب أمامها ومن حولها .. , وفى حقيقة مصابها الجلل الان ومعضلة أرتباطها وزواجها الحائر الان .. , بالمفكر والشاعر الثوري الرمز الكبير , والذى أضحي الان حقيقة وللاسف الشديد فى خبر كان .. أو صراحة فى مهب الريح , و بعد أن كاد ان يكون قاب قوسين او ادنى من أن يصدق ويصبح حقيقة ملموسة وواقع معاش .. , ثم وكيف يحدث كل ذلك أصلا ومع ألاشاعات المغرضة والمكائد والدسائس المفرطة والتى تدور هنا وهناك من أعدائها واعداء زواجهم الكثر فى السر والعلن .. , والذين يتربصون بحبهم الكبير الاثر ويقفون وكما هو وأضح الان ويشاع صفا واحدا منيعا , لعدم اتمام مثل هذة الزيجة الهنيئة السعيدة , والتى تقوم ليست على الحب الجارف الكبير وأنما أيضا على التوافق والافكار والقناعات الشخصة البحتة , والغير مرحب بها صراحة الان , من قبل بعض الاعضاء الحزبين الفاعلين المتربصين ليس الا .. والمشاكسين وربما بطبعهم السمج .. , ومفرطى الخيال والتخيل والتحليل والايمان بنظرية المؤامرة المفتري عليها وفى كل صغيرة وكبيرة وشارده وحتى واردة , ويعتبرون مثل هذة الزيجة بصريح العبارة بالذات خطرا وشرا مستطيرها , يتربص بالحزب وبالثورة السودانية الحقة ومدها العميق البعيد الاثر .. , وبربانها ورمزها وشاعرها الملهم الكبير .. , وخصوصا مع سخف وسذاجة سناريو اختفاءة القسري فجاءة وبعيدا عن الانظار , والمحيرة فى حد ذاتها والغير مستساغة أو مبررة أبدا لها هى شخصيا وللكافة .. , والتى تعضد الان بطريقة أو ما .. ,كل شبهات أو أشاعات أختفاءة الشخصى وبعيدا من طريقها وحياتها وللابد , ولم يتبقي حتى من الموعد المحدد لحفل زواجهم السعيد سواء أسبوع واحد فقط , .. أو مجرد سويعات ليس الا من عمر الزمان الشارد الذاهب الهارب .. . 
-3-
ولانها كانت ترتدى كعروس على وشك الزواج ثوب جاكر فرايحي محتشم , وعلى الموضة قطني أصفر مضغوط ومؤشي بخيوط من الدانتيل ورقائق من الذهب المنسوج , فبداءت لهم وللمارة وبوجهها الصبوح المتلالئ المتفرد الجمال , أشبة ما تكون بنجفة بابلية زاهية ضوايه ترسل وتوزع انوارها وبريقها المشع الاخاذ للبعيد قبل القريب .. , لجظتها كانت تدفع بموقد سيارتهم الانيقة الساحرة بسلاسة ومرونة تامة تحسد عليها , ولكن كان يعلوا محياها النضر شىء من الغبن والشحوب والقلق المستشرى وثمة مسحة غضب ما حذائنية بائنة .. , وتكدر للحال والاحوال , صادفوها ثلاثتهم راجلين متنكبين الطريق الطويل الوحيد والمفضى لمنزلهم العامر , والكائن خلف بوابة عبد القيوم مباشرة , جاء ثلاثتهم مسرعين ومتجشمين كل هذة الصعاب والمشاق وفى سباق محموم مع الزمن , لتسجيل زيارة خاطفة سريعة لوالدها الضابط الكبير غير مرحب بها ولم تكن تخطر حتى على البال أو العشم , وليسوا كرسل سلام ومحبة لوالدها ولاسرتها الكريمة وانما جاءوا كنزر شوم ورسل هم وحزن وغم , وليس لتاجيل الزواج وغقد القران لعدة أيام ..أو لآجل حتى غير مسمى , وانما جاءوا وبقضهم وقضيضهم لوضع نهاية ماساوية لفكرة أو موضوع الزواج بالكامل ولالغاءة بالصراح ونهائيا , وبمجرد جرة قلم أوقرار خزبي يقدموة لاسرتها كـ " صرة فى خيط " .. .
, ورغما عن أنها لا تعرفهم على ألاطلاق ولم تلتقى بهم من قبل , الا أنهم ولعمرى وكمهتمين بشانها الخاص والعام كانوا يعرفونها حق المعرفة وباسمها وكامل هيئتها وحضورها الاثر البديع ومن الالف للياء ..ومنذ متى تقريبا .. , ومنذ ان كانت طالبة جامعية وحتى وهى مدرسة للرياضيات البحتة الان بمدرسة أمدرمان العليا , وحتى بعد أن وقعت أخيرا فى حب وغرام شاعر ومنظر وفيلسوف الحزب الاول ورئيس تحرير صحيفة الشرارة والناطقة الان بلسان الحزب والطلاب الديمقراطين , وعبر سنوات ليست بالقليلة من كفاحهم ونشاطهم ونضالهم الطلابي المشترك بالجامعة وغيرها , وزواجهم الان والذى صار على المحك أو بين قاب قوسين أو أدني , والذى لايمكن بأى حال من الاحوال ان يؤجل أو يحور أو يؤخر .. , والذى تستعد لاستقبالة والاحتفال الكبير بة العاصمة القومية الخرطوم وكل السودان ,بل وحتى الضيوف الاجانب القادمين من الخارج والمعجبين بالشاعر والمفكر الثورى الكبير .. . 
-4-
بالطبع وهم فى الطريق الطويل الممتد وبلا تكلف كان ثلاثتهم يسلون أنفسهم بالتناقر مع بعضهم البعض على سبيل المؤانسة والممازحة السمجة والتهكم , يتناولون حرفيا حتى مفارقات الموقف المحرج الفضفاض والغير مؤاتى , والذى لم يخطر على بال ووجدوا فية أنفسهم مقحمين بلا جريرة .. ,والذى يوغر قلوبهم صراحة ويدميها ولكن ليس باليد حيلة .., ومن باب حتى تسلية النفس وهضمها .. , وباسلوب هو أقرب مايكون للسهل الممتنع أو المزاج الصوفى السودانى القح العام المتوارث .. ولتغير المزاج المتوتر متخيرين العبارة المؤثرة البليغة القاطعة والحاسمة ومتندرين حتى على الدور الخالي من الاحاسيس واللباقة والذي يقومونة بة والذى يكسر أقوى القلوب وأشجعها ولكن ليس من خيار .. , وبلا تكلف وفى وصف شىء ما من باب المفارقة وعلى سبيل الدعابة والمزاح البرئ والذى لايخلو من تهكم مخفي ملتبس .. , وتحينها بالفعل كبير المشاكسين ماهر الشهير بود أب زهانه قائلا ومتبسما ومستنهضا الهمم وكانة يتحسر على اللبن المسكوب :
ـ اسمعنى كويس ..يا ود الخبير يا أخوى .. وبعيونك المنططة والمطششة دى .. البنت الحديقة المارة بعندنا دي .. السائقة البى ام دبليو الـ BMWالبيضاء ماعرفتها يا اخوى ولا شنو .. ولا كمان ما سمعت بيها .., وليجيبة بسرعة بدية وبلا تحرج وفى دعابة مححبة وبعيدا من الرسميات والهالة الطاغية حتى على طبيعة المهمة السرية المحرجة والحساسة المرسلين لها والمجردة من كل فكر واحساس أنسانى نبيل قائلا :
ـ فعلا طششت عيونى .. ولكن خباره .. ودى ما بنت حلتكم أنتوا لزم .. , ليضيف : 
ـ المضيقاها حبتين والعاملة فيها " مستحيلة " وشنو كمان ممنوح الاقتراب والتصوير وو ...., , ليواصل :
ـ شىء عجيب ثم كيف كمان ماعرفتها يا " حبة " ياخوي .. , ثم تنحنح قائلا :
ـ وهل يخفى القمر فى سماءهو ...,ليواصل:
ـ والله صدق بالحيل ساكت .. شاعركم ود الحلة " كوريبة " الغنا عليها وسماءها بلا تحفظ :
ـ " جميلة .. ومستحيلة " ..
ـ ولكن أنت ولوا ما ساكت ... يا " شطة حارة " يا أخوى ؟؟اا , فى حاجة خطيرة ما شفتها .. ولا مالاحظتة ليها ..
ـ وانت حالتك القالوا عليك الرك .. ومسمينك كمان " جنك .. جنك نقر الجن ..؟؟اا...
ـ زي شنوا يعنى مثلا .. ولا أكتر من قولت .. 
ـ " غضبك جميلا زى بسمتك .. " , ليمضى الجميع فى موجة ضحك عاصفة عارمة , ينتشلها منهم أحدهم قائلا :
ـ والله لكن أنت يا تليس يا جنا الكديس ود العباسية خبيث بشكل تحير أبليس فى شيل الحال .. ووش القباحة .., 
شكلك بس تقول شيطان الجرة فلان الفلاني داك .. 
ـ ثم ثانيا يا خوى نحن فى شنو .. وانت فى شنوا والله العصرية دي عايز ليك مش فلكة ..ولاأقول ليك .. عايز بجد .. طيارة قامت وعند اللزوم .. تابيدة فى زنزانة متر فى متر بالشرقيات ولا شالا .. وكمان الافراج اعدام ..
ـ دا كل يعنى ما حرام عليك ..يا منحوس حتسويها على وعلى اعدائى كمان ..؟اا ..
ـ دى كدا ماعديل .. ميتة وخراب ديار ..اعمل ليك شنوا ومع الدنيا وظروفنا الكعبة والقال عليها ود ضحوية
" الجابتنا ليهم كرات فى سلبة ",ليتواصل مسلسل التقريع وهضم الذات وعذاب الضمير ولكن ليس باليد حيلة .., وليقول قائلهم :
ـ والله كمان كلام يا عوض دكام .. , و شىء عجيب يا مين ... 
ـ يا مصطفي خميس .. وزي ما بقولوا اولاد بحري .. , وكمان دغري كدا اه الليلة التصبيحة عرفناها من وين .. ولكن القايلة المجوبكة والمشوطنة دى من وين .. وهى ما كتيرة عليك ..؟؟اا , ـ لكن بس أسكت يا مكوي ساكت واتحشم .. والبر زي مايقولوا اهلنا ببطانة أب سن محشي تب .. 
ـ وفوق الكلام أرجوك .. رجاء خاص ما تزيد كلام .. يا هندسة يا أخوي ..والعملتها محزنة عديل .. ولكن هى محزنة قالوا ليك ساكت .. 
ـ لكن الليلة بالذات وائل مسعد " أبو الهول " ود المسالمة اول يوم ينطق قال لى هو شنو الوداك لية ؟؟اا.. 
ـ وأنا قلت لية مستعجب وهو الجابوليك شنو ..؟؟اا 
ـ والله الليلة عديل كدا وزي ما بقولوا أولاد سوق العرامة والعناقريب حكم القدر يا أنت .. بتزللي وبتزللك ... , ثم أنت يا حضرتك .. يا دكتور يا أفوكاتوا معاي معاي .. ولا ضدى ضدي .. ؟؟ , ليرد عليه بتعسف بائن 
ـ أنا مع قرار ناس الحزب وبس ..
فانفجروا بعدها وفى نوبة ضحك منتشى متواصل عديم جدوى أو قصد أو معنى .. لم يتوقف سيلة الجارف , والا عندما تنحنح البروف الكبير بجدية يحسد عليها .. وقال ليهم : 
ـ أرجوكم أول هام .. نقطة نظام .. وثاني هام أكرر وأرجوكم بطلوا غلبة ..وكل قرد يطلع شجرتوا ", فانصاعوا لة وجلين أسفين وبعدها كفوا عن المزاح المباح , ثم بضجر وعصبية زائدة , يقف أمام الهدف والباب الكبير عريض ويضغط بهدوء وصمت قاتل على دواسة جرس المنزل الحائطي الخارجى , فانتبهوا جميعا وفى ترقب واحتمال لما تسفر عنة الخطوة القادمة المجهولة المتهورة والغير مرحب بها .. , والزيارة الغير سارة " الشينة بالحيل " والغير معلنة أو مقبولة ولكنها على أى حال كانت متوقعة ومحتملة جدا 
.. .
-5-
ثم ما هى سواء لحظات معدودة وسرعان ما أنفتح الباب الكبير المسقوف بالواح القرميد و المارسيليا الحمراء ,,ليظهر لهم فجاءة اخيها الشاب الجامعي الصغير الودود ,وليستقبلهم على الرحب والسعة كضيوف عاديين وهو خالي زهن تماما , ويقودهم وهم يجتازون الحديقة المنزلية الصغيرة المزدانة بالزهور الملونة والورود والرياحين الفواحة , واشجار النخيل الواشنطونى الحكومي العالية الزاهية بالجانبين , والتى غرست على مايبدوا وفى نفس السنوات والتى شتلت بها حديقة الموردة المجاورة , ويتوسطها التلفزيون الموبيليا الالماني الابيض وأسود والذى كان يومها معشوق المشاهدين وثاني أثنين بالمدينة كلها , بجانب تلفزيون حديقة بلدية أمدرمان العامة والذى يقصدة يومها الداني والقاصي , ويشير عليهم بالانتظار فى الفرندة المقابلة ذات الطابع او الطراز العسكريتاري الارستروقراطي " الانجلومصري " المعروف والمميز وزو العز الزاهر القديم وعن كل الابنية الامدرمانية العريقة المحيطة , ولكن روح الانضباط والدقة والنظام ظاهرة وفى كل شىء تقريبا وبتراتيبية لا تخل ابدا , وحتى على بساطة الترحاب والضيافة المثالية والتى لم تتجاوز او تغادر شاى العصرية السادة المحلي باللبن الطازج وعلى الطريقة الانجليزية الصميمة , والدردشة العادية لحين ظهور الوالد والتى لم تغادر سواء كلمات الترحاب العادية , ومسالة الطقس واعتدال المناخ وشرح عام مبسط لايخلوا من الدقة والمغالطات بين الزائريين , حول طبيعة ومناسبات بعض الصور الكبيرة العديدة المؤطرة لحضرة الوالد الاب الاميرلاي معاش , ولثمة حفلات ومناسبات تخرج للدفعات والدورات العسكرية المتخصصة والحتمية , والتى أجتازها عن جدارة وتميز بالداخل والخارج , كما أن أحداها تظهرة يتسلم وسام ونوط الشرف والجدارة شخصيا , كبرنجى للدفعة الشهيرة 11, كما قال أبنة الجامعي الضغير شارحا والذى لم ينافسة فى الانضباط والتكتيك والرماية يومها , سواء الطالب الحربي يومها السيمت والذى كسر سيف التخريج ولا فخر .. عيانا بيانا , ليظهر لهم فجاءة هاشا باشا وبدرامتيكية محببة الضابط العظيم الاميرلائ معاش " أبو المكارم " بنفسة , أسد كرن وهرر وشمال أفريقيا واريتريا ومصوع وملحوقاتها , وبكامل حضورة الاثر وهو ويا لعجبي يعرفهم حق المعرفة وبالاسم وأدق التفاصيل الشخصية , وهم يعرفونة كذلك على نفس المستوى وبحكم عضويتة السابقة بلجنة أمن مديرية الخرطوم أبان ثورة اكتوبر المجيدة وحكومة المحجوب الائتلافية الاولى , مرتديا روب وبجامة منزلية وكدوس معقوف بين يدية , بل وعندما سلم عليهم بالاسم وطلب منهم الجلوس , وأراد أن يجلس هو شخصيا على كرسى القماش المريح والمخصص لة , فاجائهم بمفاجئة من العيار الثقيل أزهلتهم تماما وأطارت عقولهم من رؤوسهم , , وأعلنت بطريقة أو ما وبالواضح الصراح بلونيتة الحزبية الصارخة والمشكوك فيها ,وعندما قال بعفوية وبكل اريحية وباعلي صوتة:
ـ يامهدى الله ..؟اااا .. . 
-6-
عندها فقط تأكد تماما لهولاء الدهاقنة الحزبيين بانهم يقفون وجها لوجة وفى حضرة أو ضيافة , رجل عسكرى صميم أصيل ومعتق ولكنة مهدوي أو أنصاري قح .. , وبالتالي فان أبنة البكر البكباش خريج الاكاديمية الملكية الاردنية وسان هرست ببريطانيا العظمي , بالطبع على نفس شاكلتة كما خمنوا , بل واكثر أنحيازا لمهدويتة الصارخة الواضحة , والتدرع دائما بالجلابية "جناح أم جكوا " و " العلي الله " والعمة الملفوفة بتميز خاص , وفى أى مناسبة رسمية او أجتماعية وعلى هذا النحو واللونية الحزبية سيكون حتما قطعا , المرشح الاول القوي للحزب بالتاكيد بجهويتة وكفاءتة النادرة وفى أى حكومة مصالحة وطنية قادمة مع حكومة مايو , وبالطبع لقيادة أحدى فروع جهاز الامن , أو لجنة الامن والدفاع بالاتحاد الاشتراكى , وكما تنباء بعض من دهاقنة وفلاسفة الحزب التقدمى الكبار , وتأكد لهم وبلكنتة الواضحة والظاهرة للعيان بأنة فعلا أنصارى اومهدوي بالميلاد والنخاع , ومما زاد وادمغ ترجيح كفت هذا الاحتمال , وجود صورة كبيرة معلقة تتوسط الصالون الكبير الداخلي , والمطل على الفرندة المكشوفة للخليفة التعايشى فى مخاضة بوابة عبد القيوم الشهيرة , وعلى صهوة جوادة ألادهمي وهو يشير بعنجهية الفارس المغوار لجهة الشرق كسلا , مهدد ومنزرا الاعداء جميعهم واثناء الاحتلال الطليانى الغاشم لمدينةكسلا الحبيبة , فتاكد للكادر المخلص بانهم فعليا وبكامل حضورهم اليقينى فى ضيافة رجل مهدوى للنخاع ياكل النار , أما وعندما تنحنح بالفعل البروف بتفسير وتوضيح طبيعة الزيارة والمهمة السرية والذين يريدون نقلها عن الحزب و" كصرة فى خيط " , والاستئذان مباشرة للمغادرة فورا بكل ادب واحترام , وبعد ان أتضح لهم كل شىء كواضحت الشمس فى رابعة النهار .. .
-7-
حينها أدهشهم الاميرلاي نفسة غاية الادهاش بكارزميتة الطاغية الابوية , وعندما التفت اليهم قائلا وليزيل عنهم جميعا كل هذا الحرج الدفين واللبث والغموض , وليشرح لهم بلا تحفظ وهم واجمين وبمنتهي الهدوء وبلا تكلف وكعارف للامور والاحوال كلها :
ـ أننى أتفهم يا سادة يا كرام صراحة موقفكم .. , وموقف الحزب المعنى وسبب هذة الزيارة التاريخية برمتها .. , غير اننى ومن منطلق وموقع أبوي خالص , وقبل ما أكون رجل حزبي صميم , أريد ان اوضح لكم بصراحة ونزاهة متناهية لا لبث فيها ولا غموض , وبكامل حضورى اليقينى , .. أننى وبلا شك أتفهم بمسئولية وصراحة ما اوشيع حول طبيعة زواج كريمتى المصون برفيقكم الكاتب والشاعر والفيلسوف الاول والاشهر , وما يروجة بعض أساطين الحزب العريق بان زواجة بل وأرتباطة الزوجى بها سيكون بالطبع وفى حد ذاتة خطر على الحزب والثورة السودانية واسرارها ومدها الثوري العميق الجارف , وللاسف الشديد ليس هذ كلة بالشىء الدقيق .. .
ـ وأستدرك الجميع بالقول بأن هناك خطاء ولبث وأستشكال غير مرئي كبير وقع فية الجميع , ومطلقوا هذةالفرية الوضيعة وما يشائعهم من أشقياء , أما الذى أود أو أريد أن أوكدة وفى هذا الخصوص بالذات بانها اكثر من مغرضة وغير صحيحة البتة , صحيح أن بنتى من بيت حزبى كبير ولكن لايعنى ذلك بالضرورة عدم التواصل الاسرى مع الآخريين , أو أننا مترفعين عن أستقبال أو حتى الزواج والارتباط باقدس رباط مع آخريين يخالفونا الرأى والقناعة السياسية .. , كما أن الحزب نفسة لايسمح لكائن من كان أن يوصمنا كخطر داهم على الآخر أى كان .. , وبأى حال من الاحوال فنحن معروفين ديمقراطين وسنظل هكذا وعلى السليقة , وأنا كريمتي الوحيدة بالذات " حلا "وكل أبنائي والذين تعرفوهم جيدا لهم دائما خياراتهم ومواقفهم وقناهاتهم الشخصية والسياسية البحتة والمستقلة تماما .. والتى لا أعتقد بانها تفسد للود قضية كما يقولون , ولايمكن أن نضعها أو نصنفها بتاتا مصدر لخطر لاى زوج لها أيا كان .. , وهذا ديدننا دائما يا أحباب والذى أرجو مخلصا أن تنقلوة عنى عاجلا وبلا تأخير وللجنتكم المركزية المؤقرة .. , ولا أبالي أبدا .. وعلى مسئوليتي .. 
ـ أما أنا بالذات وشخصيا .. وبالطبع وبحكم عضويتى الدائمة بلجنة أمن المديرية وبعد ثورة اكتوبر وحتى السنين الاولى من عمر حكومة مايو , ملم بأن قرار حزبكم السري والغير مكتوب بين الاعضاء وخصوصا وبعد احداث يوليو المشئومة , كان ومازال المزيد من الحزر ولم شعث الحزب وأعضاءة , لاسيما وبتشجيع وتيسير الزيجات بين الاعضاء والعضوات ولم شمل العائلات , وبالتأكيد ربط اعضاء الحزب باصرة ورباط الدم وللحفاظ على الدفق الثورى الممتد , ولمواجهة المستجدات والمرحلة الصعبة القادمة وكما اتوهم والتى هى حتما قطعا فى رحم الغيب , وزيتنا كما يقولون فى بيتنا ,ولكم فى ذلك بالطبع قناعاتكم وخياراتكم الشخصية والذاتية , ولكن زى ما بقولوا أهل الخير الزواج قسمة ونصيب .. , ثم أن المثل القديم الساير بقول المكتوب على الجبين لأبد أن يبين .. ؟؟اا . 
ـ وهذا كل ماعندى ... , ولكن وعلى أيت حال وقسما عظما لن أتنازل شبر واحد عن المواعيد .. , فالمواعيد مهما كانت عندى هى المواعيد .. وكل شىء سيسير حسب ووفق ما هو مخطط ومتفق علية مسبقا ..
ـ وأذا ما جاء زولكم فى المواعيد بها ونعمة ..؟اا .. 
ـ وأذا لم ياتى زنبة على جنبة .. وأى وأحد من أبناء عمومتها وخيلانها الكثر بتقدم لى ويطلبها تلك الليلة .., حرم وعلى الطلاق بالتلاتة أزوجها لية وبالكورة .. , وما دايرين منة أيت حاجة .. ويجينا كمان بجلابتة وبس .. ؟ااا , وليقول لهم فجاءة انتهت الزيارة يا سادتى الشرفاء ومن غير مطرودين .. والمواعيد هو المواعيد .. ومافى شىء فى يدى sorry game is over , ثم بعدها حدث الذى حدث .. . 
-8-
ذاك اليوم أذكر وعلى الرغم من أن الاجتماع الحزبي كان ضيق جدا , ولبعض أعضاء المركزية المؤثرين وهام وسرى للغاية , وفى مكان بعيدا عن عيون وآذان العسعس , الا أن أحدهم اخطرني بة بطريقة أو ما وقبل ان ينفض الاجتماع الحساس , والذى ماكان لة خيار سواء تناول موضوع شخصي ذاتى بحت , ولكن هذة هى الضرورة ومعاير أختبار الحزب للوزن الحزبي والوطنى الدقيق , وللحقيقة فأن الفشل والتاجيل كان دائما الديدن الاول وفى كل اجتماعات الحزب المنفضة والمنعقدة السابقة , ولعدم اكتمال النصاب لكن هذة المرة كان بالملعب الشرقى والجميع بملابسهم الرياضية , وحضرة بالصدفة حتى اولئك الذين كانوا بعيشون مجازا تحت الارض , ولكنني وبحكم زمالتى ومعرفتى الشخصية بالمفكر والشاعر الفيلسوف القامة , لم أكن أتصور بتاتا أن ياتى لى وبكل هذة السرعة والعجلة من أمرة , لاننى ما أعرفة عنة بانة رجل صلب لاينكسر أبدا تحت وطئت الاحداث أو سوء الطالع , أو يتزحزح من مواقفة وعنادة المزهل ولاعتى العواصف والانواء وقيد أنملة , وتعرفة قبلها الشرقيات والبحريات ودبك وحتى الخير شالا البعيدة ,كان يدخن بشراهة واضحة ويحمل علبتين من سجائر البنسون وفى طريقة لسفر بعيد خارج البلاد , يرافق والدتة المريضة وربما من صدمة الغاء زواجة والغير متوقعة أصلا .. , وخصوصا وهو أبنها الوحيد المبجل كان لحظتها متوتر وعلي غير عاداتة صارم القسمات , ينفس بسجارتة بكل توتر وهدوء لم الحظة فية ابدا , لاقول لة ملاطفا :
ـ يعني يا أستاذ ببساطة كدا وبأجتهادت محلقة فوقية لبعض الاعضاء المتطرفين , .. يمكن أن تصدق أو لا تصدق .. تهدر هكذا حبك الكبير الاثر وبكل هذة البساطة .. , وتلغى حتى عواطفك .. وتقطع علاقتك مع من تحب وبالسنوات الطوال وبكل هذة السهولة واليسر .. , ولارضاء بعض من العضوية المتطرفة , .. وبكل هذة البساطة والهدوء .. وكل شىء يا أخي .. عرضة للمراجعة .. . 
قال لى :
ـ الم يكونوا هولاء أعضاء فى اللجنة المركزية ..
قلت لة :
ـ نعم ولكنهم متطرفون ..
قال لى : 
ـ متطرفون فى ماذا فى حب الوطن .. والثورة السودانية مثلا .. فليكون يا أخى .. ويا صديقى الودود ..
ـ والله مش لوقالوا لى اقطع علاقتك .. , ولوقالوا لي أقطع اصبعك اقطعوا يا أخى .. ولا أبالي .. .
-9-
حقيقي بعدها تهيبت المضى قدما فى مجاراتة بالسؤال , على شىء مضي وراح لحالة .. , فهو وعلى ما يبدوا كيف نفسة مع صدمةفراقها الى الابد .. , ومصمم على المضى قدما وبدونها وعلى هذا الشوط والمنوال .. فاثرت الصمت البليغ فهو بدا لى الان شخصا مختلف ومتلبس تماما لصور شخصيات منبثقة ومتأثر مباشرة وحتى الان بسبط ذاك الجيل المعلم العنيد المصادم الاول , الذى ضحى بكل شىء .. ومضى والذى لايمارى أو يهادن أو بستسلم أبدا , والغير هياب ليس لالغاء زواج عن حب .. , وانما محاكمة جلاديهم وطلوع المشانق عنوة أو الذهاب للدروة لمواجة الموت الزؤوام , والرمي بالرصاص .. . 
تمت ,,,
فتحى عبد العزيز محمد
بورسودان ـ حي ترانسيت 
2/8/2013م