مقال
/ 25 /
تعقيبا على قصة كنت قد نشرتها مؤخرا و كانت بعنوان /ديكتاتورية مواطن/ ؛ ثمة من قال لي محاورا: ألا ترى وجود تلازم بين الخنوع و الديكتاتورية؟ و ألا يمكننا القول أن الديكتاتورية تعد ورما خبيثا ينمو و يتكاثر في مجتمع لديه قابلية الورم؟
قلت: بداية أحب أن أنوه أن مصطلح الديكتاتورية ليس من صميم ثقافتنا، بل هو من المصطلحات الدخيلة التي سببت لنا تشويشا عظيما عند إنشائنا لعلاقاتنا [سواء كان إنشاء علاقة الواحد منا مع نفسه أو مع خالقه - جل و علا - أو مع الناس والمحيط والبيئة التي يرفل في جنباتها]
على أن الأصل في سلوك الواحد منا - عند إنشائه لعلاقاته بحسب ما هو في أصل ثقافتنا- أن يبنى وفقا لقول الحبيب المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه - ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته )
أي ثمة علاقة واضحة جدا بين منطق المرء و ما يترتب على منطقه من مسؤولية تجاه الله و تجاه الناس. و مفاد تلك العلاقة، أن: أي منطق خلا من مسؤولية فهو ظلم ولا شك [قلت: منطق المرء هو كل ما يصدر عن امرئ عاقل من أقوال و أفعال و سلوك و حال و يكون هذا المنطق ظلما إذا ما خرج و حاد عن الصواب، إذ كل أمر لا يوضع في مكانه الصحيح فهو ظلم ] و هذا يعني أن الظلم في عرفنا الاجتماعي هو ديكتاتورية في عرف غيرنا.
فكلمة "ديكتاتورية" - في عرف الغير - تعني: حكما عسكريا صارما، يقابله حكما مدنيا ديمقراطيا حواريا - ذلك حسب قولهم -
و أما في عرفنا الاجتماعي فالأمر يختلف؛ ذلك أن مجتمعاتنا تنصاع لتشريع السماء قبل أن تنصاع لحكم حاكم سواء كان الذي يحكمها يتمتع بصفة عسكرية أو مدنية لا يهمها ذلك، إذ المهم في عرفنا الاجتماعي ان يضع الحاكم الأمور في نصابها الصحيح دون زيادة أو نقصان، فإن لم يفعل فهو ظالم و ليس ديكتاتورا
و يبقى السؤال المهم جدا جدا عند إنشائنا لعلاقاتنا، هو: كيف لنا أن نحكم بظلم ظالم من غير بينة قطعية الثبوت؟
على أن الأصل في سلوك الواحد منا - عند إنشائه لعلاقاته بحسب ما هو في أصل ثقافتنا- أن يبنى وفقا لقول الحبيب المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه - ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته )
أي ثمة علاقة واضحة جدا بين منطق المرء و ما يترتب على منطقه من مسؤولية تجاه الله و تجاه الناس. و مفاد تلك العلاقة، أن: أي منطق خلا من مسؤولية فهو ظلم ولا شك [قلت: منطق المرء هو كل ما يصدر عن امرئ عاقل من أقوال و أفعال و سلوك و حال و يكون هذا المنطق ظلما إذا ما خرج و حاد عن الصواب، إذ كل أمر لا يوضع في مكانه الصحيح فهو ظلم ] و هذا يعني أن الظلم في عرفنا الاجتماعي هو ديكتاتورية في عرف غيرنا.
فكلمة "ديكتاتورية" - في عرف الغير - تعني: حكما عسكريا صارما، يقابله حكما مدنيا ديمقراطيا حواريا - ذلك حسب قولهم -
قد يعجبك ايضا
و يبقى السؤال المهم جدا جدا عند إنشائنا لعلاقاتنا، هو: كيف لنا أن نحكم بظلم ظالم من غير بينة قطعية الثبوت؟