رائحة النعناع
كانت تلف أمامي أسلاك الماضي بعنف.. سكتت طويلا وهي تحدق بي.. فقهقه رعدها في بيداء العطش وهي تصرخ في فراغ المدن تطلب الماء..كانت تستعرض خطاها على ديواني...تشعل أعواد الثقاب في حانتي وهي تردد موشحات على حافة ذاكرتي.. تتآمر علي جهرا في فيض عداوات.. وتبيد نطقي في عرينها سرا...
انهارت قواي أمام قساوة الماء واستقر كلامها في فمي..فبدأت ألعن قوانين السير...وأنا أسأل عن فوائد السفر وهو بقوانين السير...سألتها عن ابريق شاي في ثوابت الصحراء يدل تيهي إليها ويرشدني لتتوسد عينيها هموم صدري إن هي تاهت..كما سألتها عن انعطافات تاريخ العداوات... وبعد حين من الزمن، بدأت ترسم لحظات العنف على قوارب عبوري... ثم قالت في تردد:إني أشم رائحة النعناع في أدبك...
بقلم: احمد انعنيعة