القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

رؤى! - معهوداتنا الثقافية برسم إعادة النظر - ليحيى محمد سمونة

المحتويات
    لا يوجد عناوين
رؤى!

- معهوداتنا الثقافية برسم إعادة النظر -

و يستغرب صديقي مني أن أطعن في مصطلحات و مفاهيم و تأصيلات قد ألفناها، و عهدناها و تمت المصادقة عليها باعتبارها جزء من منظومة الثقافة العالمية التي تم التواضع على قبولها و العمل بها
قلت: منتجاتنا الثقافية، و كذا منتجات الثقافة العالمية كافة، حتى و إن تواضعت أمم الأرض قاطبة على القبول بها، فهي ليست منزلة، و هي ليست وحيا مطهرا، و ما كان لها ذلك، بل هي منتج فكري بشري ما كان له أن يرقى إلى درجة الكمال و التمام.
بل قد تعدى صديقي مسألة استغرابه ذاك، و شرع يهاجمني دفاعا عن معهودات ثقافية - أشك و أشكك في بواعثها و آلية اعتمادها و القبول بها ضمن مناهجنا -
أيها السادة و السيدات: 
لو أن أحدا منا أعطي قطعا متناثرة من لوحة تركيبية تمثل عند جمعها مشهدا طبيعيا جميلا  و طلب منه أن يعيد رصفها و بناءها؛ فهذا يستلزم منه أن يكون على [ علم و عقل و منطق ]
1 - فالعلم: إحاطة تامة بجزئيات اللوحة كافة - سواء من حيث السمت و الهيئة أو من حيث المشهد العام - [ و كيف لو كانت اللوحة تضج بالحركة ؟! ]
2 - و العقل: مثال مختزن في الذاكرة لتلك اللوحة، فإن خلت الذاكرة من مثال مختزن فسيغدو بناء اللوحة عندها عشوائيا لا يشبه مثالا [ قلت: حالة خلو الذاكرة من مثال فذلك يشبه نمو خلايا سرطانية ليس لها من مثال مطابق للخلايا الأم المتمايزة في عملها]
3 - المنطق: به يكون بناء اللوحة محكما بحيث يصار الى وضع كل قطعة من اللوحة في  مكانها الصحيح، دونما خلل في بنائها
قد يعجبك ايضا

إذن: عملية رصف و بناء أية لوحة في الوجود على نحو سوي، يستلزم وجود [ علم - عقل - منطق ]
أيها السادة و السيدات:
علم الله تعالى علم إضفاء و ليس علم اكتساب. و علم الإنسان علم اكتساب و ليس علم إضفاء
ففي مثالنا السابق[ مثال اللوحة]
فإن الله تعالى أضفى على لوحة الوجود، هيئتها و سمتها و حركتها و كافة تفصيلاتها بحيث يمتنع على أي كائن بشري إضافة خصيصة جديدة على أية قطعة من قطع لوحة الوجود لم يكن الله تعالى قد أضفاها على تلكم القطعة [ استغفر الله العظيم من ظن كهذا ]

و إلى منشوري اللاحق بعون الله تعالى في ذات الموضوع
دمتم بخير

- وكتب: يحيى محمد سمونة -
رؤى!    - معهوداتنا الثقافية برسم إعادة النظر - ليحيى محمد سمونة