القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

السلطة...جامع القمامة...بقلم/ عبد الاله ماهل المغرب

السلطة...جامع القمامة
و سرعان ما تم وأدها في مهدها، إنها مجرد إخبارية عارية من الصحة، لم يكشف بعد مصدرها، وردت إليهم عن طريق الخطأ، مجهولة الهوية ومن تم لم يأبه بها أحد، فعدت من قبيل البلاغ الكاذب، وزج بها بين الرفوف تحت طائلة النسيان.
تصيدها صاحبنا وبالصدفة، شك في مصداقية روايتهم، فلم يشأ أن يدعها تمر عليه مر كرام. تبناها خلسة منهم، وكله إيمان أن تمة صيد ثمين سيبوؤه المكانة الرفيعة.
تحرك إلى عين المكان، فإذا به عبارة عن فيلا، تتموقع بمدار مغلق، خالية مهجورة اللهم عش حمام هناك بالأعلى، يتهادى على غصن شجرة.
جال بعينيه وكله حذر من أن يكشف أمره، فأدرك حينها أن  رصدها صعب المنال، فلم يجد من مخرج لسبر أغوارها سوى التخفي.
وبحرفيه العارف بخبايا الأمور، ارتدى لباسا باليا متسخا، وانتعل حذاءا يعتريه الثقب، وأطلق العنان لشعر رأسه ولحيته،  ورمى على ظهره كيسا مهلهلا، وأمسك بيده
خطافا من حديد، فبدا وكأنه صورة طبقا لأصل جامع القمامة.
غشى برأسه في أقرب مصب للنفايات، واخذ يقلب بين قمامات الزبالة، وعيناه تسترق النظر الى حيت الفيلا.
مر يومه هذا من دون ملاحظة تذكر، لكن عزيمته وإصراره لم تثنيه على معاودة الكره في اليوم الموالي.
أخذ يتردد على ذلك المكان كلما سمحت له الفرصة لذلك، وكأنه استأنس بوحشة المكان، ولم يعد يقوى على تحمل البعد عن عبق القمامة، وكله إيمان أن حدسه لا يخطئ، وأن أمرا ما يدور في الكواليس.
...الى أن أتى عليه ذلك اليوم والذي رصد فيه تحركات مشبوهة، وفي وضعية لا تدع مجالا للشك.
فقام من توه وبإخبارية منه، تحركت دورية الأمن، فوقع تطويق المكان ومن تم مداهمته.
فكان لهم ما أرادوا، وتمكنوا من وضع اليد على دليل الجريمة، وهي عبارة عن ممنوعات، فحجزوا ما حجزوا، واقتادوا الجميع مكبلين بالأصفاد، الى حيت السيارات التي حطت بثقلها في عين المكان.
واثناء التفتيش، وقعت عيناه على محفظة، تأبطها خلسة من مرافقيه، ورماها في كيسه، وشده على كتفه الى حيث سيارته.
فتساءل أحدهم عن جدوى إبقائه على الكيس، فأجابه الآخر: إنه للذكرى...، فقهقه الجميع وسرعان ما تناسوه.
أسرع إلى بيته وهناك، تخلص من الكيس وأخرج المحفظة،  فإذا هي وعن آخرها مملوءة بالنقود  وبالعملة الصعبة ذات السعر الوازن، فكانت فرحته لا تطاق.
دخل في دوامة من الافكار، لم يستطيع معها الرسو على أي
بر. حاول تناسيها ولو لفترة، عله يجد مخرجا لها، لكن بدون جدوى.
وأخيرا حزم أمره، ودرئا للشبهات، ترك الوظيفة، وتوارى  عن الأنظار لبعض الوقت، إلا أن حالته النفسية أصبحت لا تبعث عن الاطمئنان، فما يكاد ينام حتى يصحو على وقع تلك الأموال، التي في جعبته والتي ينتظر منها، أن تطير به بعيدا بعيدا...
لم يقوى على تحمل الانتظار، وما أن هم بصرف أول ورقة منها، حتى القي القبض عليه و قدم إلى العدالة من أجل  جريمة التزوير...
بقلم/ عبد الاله ماهل المغرب

The Authority ... the garbage collector ... Posted by / Abdelilah Mahel Morocco
بقلم/ عبد الاله ماهل المغرب