بيني وبين لطيفه مجال غير قابل للتعريف
ومسيرة فراش تعصر ألوانها
كي تكمل ماتبقى لها من سجود على بساط ريح زنبقي
يحظر زفاف بائعة الورد في ربيع الشوق لنبي الحريه
بيني وبين لطيفه ما وراء جليد يعرض جماله في سلال الياسمين
ويتكأ على صولجان من زمن العهد الأخير
ويموت في شحنة نبض كي تعيش في الوريد الأغلبيه
بيننا سور يخفي الشهادة على صغار الحباحب
وعيون فرت من ألمها ذات هجرة
وهجرتك يا سيدتي بلا جواز سفر
بلا بوصلة تفرشينها لعوالم الليل
بلا تأشيرة ولا شرعيه
بيني وبين لطيفة أيام نامت على معهد دهسته خيول المبشرين بالجمال
وروضة من نوارس تتعلم ترانيم اللون الوردي
وترسم ألف موشح يهدهد آيات الجمال الشفافة العاطفيه
أحاول أن أغازلك يا سيدتي
فتعتقلني جميع المعاني في سجن القلعة
وأضرب ألف مرة على ناصيتي
وأحرق في مواقد الطين وأذر في رماد الأبجديه
أحاول أن أقنعك أنني مميز وجراح وشاعر
وصاحب جنتين من أعناب
وجنتين من نخل
فتقتلني عيناك في الطريق
بمعية الصعاليك
وسيوف بني سلمان في كثيب الجاهليه
أريد أن أسافر في شعرك الحني
وأمتطي رموشك المقدسة كي أتجاوز إقليم البراق
وأدور حول خصرك كسرب النجوم المتراقصة في قبساتها
لكن.هيهات فبيني وبينك كما بين الصحراء والبحر
جلاميد صخر وسلاسل الماس النائمة في العيون العسليه
بيني وبين لطيفه محيط من عنبر الحوت المتيم بالمحيط
وقائمة أمواج عاتية تنتظر شهادة نجاحها في عزل قلبينا المرهقين
وآهات الحناجر التي أكملت دورتها على العالم
لتؤسس عهدا جديدا من العشق في صدر كل صبيه
بيني وبين لطيفة صحون الجمال التي باض فيها هديل الحمام
ونغمة الحسون الذي كتب معلقاته في ظل اليراع اللازوردي
وحقيبة حلل من.الهند
وعلبة ألوان دعت جميع الكون لحضور زفافها في كومة الحسن
فاصطفت السنونوات كي تزغرد على بوابة القصر
وتصافح حراس السحاب
وتلقي التحية الملكيه
أحاول يالطيفة أن أفسرك
وكيف أفسر ما توارى عن تلافيف المخيخ
وسكن في علم الغيب
ينتظر ربما غدا أو بعد غد
كي يتجلى بدر تمام في وشام الغجريه
متعب منك ومني
فلا أجدني فيك نائما متوسدا شهقتي
ولا أجدك في نواميس مهجتي
تعطرين رسائل الحب التي شابت بعد عشرين عاما
وتنتظر عودة زمانها لإقليم عشقها
الذي ضاع في تصحيح الأرقام في حساب الفلكيه
بيني وبين لطيفه مثلث موت
وصراع عقيدة لن أتركها حافية القدمين
وقناعة بحصر متتاليات الجمال
وبناء الف سد نهضة كي أستفرد بالروائع فوق الشمس وحدي
لكن هيهات فهذا الذي بيننا لن يتلاشى يوما
وسيبقى فوق السحاب مخيما
يبني أبراجا في جنة لاوعينا
ويحرس جميع أعشاش الشوق من مناقير الرخ الهمجيه
أحاول أن أهم بها وتهم بي
لولا أنني أتقن فن الإنحياز إلى دهاليز المجاز السحيقة
وأخاف ربي وأرجوا أن أراه جليا كقمر في ليلة قمريه
خالد فريطاس الجزائر
قد يعجبك ايضا
![]() |
الشاعر: خالد فريطاس الجزائر |