آخر المنشورات

التوثيق الصحي للثورة الجزائرية: دراسة في كتاب أحمد مرازقة عن مستشفيات جيش التحرير

قراءة في كتاب المجاهد أحمد مرازقة: مستشفيات جيش التحرير الوطني بالولاية السادسة 1954 ــ 1962

قراءة في كتاب المجاهد/ أحمد مرازقة
"مستشفيات لجيش التحرير الوطني بالولاية السادسة 1954 ــ 1962 و رجال البندقية و السماعة الطبية"


قراءة في كتاب المجاهد/ أحمد مرازقة

صدر عن دار علي بن زيد للطباعة والنشر ـ بسكرة ـ الجزائر لعام 2017 في طبعته الأولى كتاب يتناول الطب الصحي إبان الثورة التحريرية تحت عنوان عريض وطويل: "مستشفيات الخنادق لجيش التحرير الوطني بالولاية السادسة 1954ــ 1962 و رجال البندقية و السماعة الطبية" لمؤلفه المجاهد أحمد مرازقة. توزعت مادة الكتاب ضمن ستة عشر فصلا على امتداد 446 صفحة، في طبعة أنيقة ذات أسلوب سهل ومعان واضحة.

وقد توج الكتاب بإهداء قيم خصه المؤلف لرفاق الكفاح، مركزًا على المجاهدين الذين عولجوا في مستشفيات الثورة إثر إصاباتهم بجروح خطيرة وتشوهات جسدية.

أما المقدمة فقد جاءت بقلم الكاتب مسلطا الأضواء على جوانب محتوى الكتاب، مبرزًا الدور الكبير الذي قام به إطارات وممرضو جيش التحرير الوطني لضمان الرعاية الصحية الكاملة للمجاهدين ضمن فريق متكامل. في ظل هذا التكامل أصبحت النتائج الصحية أفضل، وأكمل، ودائمة التقدم، حتى استرجاع السيادة الوطنية. وفي ختام المقدمة ناشد الكاتب السلطات العليا بأن تثمن هذا الإنجاز الطبي ضمن التوثيق التاريخي للثورة.

ثم ينتقل الكاتب إلى ظروف إنشاء القطاع الصحي، الذي جاء من العدم بفضل إرادة الرجال أمثال: المجاهد محمد الشريف خير الدين، المجاهد سي الطيب ملكمي، المجاهد أحمد مرازقة، المجاهد سالم حطاب، المجاهد أحمد قبائلي، الشهيد شكري محمد، الشهيد الصادق اعريوات وآخرون، الذين حولوا المستحيل ممكنًا وسط أجواء نيران المعارك الطاحنة.

أوامر الصاغ الثاني أحمد بن عبد الرزاق حمودة الملقب بالحواس قائد الولاية السادسة شددت على إنشاء مدارس للتكوين الطبي والشبه الطبي لإعداد إطارات ذات كفاءة عالية لتلبية حاجيات المستشفيات عبر كامل تراب الولاية.

المستشفيات إبان الثورة كانت مخابئ تحت الأرض، مجهزة بعناية فائقة وضمن سرية تامة، ومن هنا جاء عنوان الكتاب "مستشفيات الخنادق".

في الثلاثي الأول من سنة 1958 تم إنشاء مستشفى للولاية السادسة، بإدارة الضابط محمد الشريف خير الدين، بمكان "بو كحيل و أقرون الكبش"، ويحتوي على عدة أقسام: الجراحة والتجبير، الحروق، الأمراض الباطنية، الأمراض المعدية، وعلاج المدنيين، بالإضافة إلى صيدلية مركزية متكاملة.

المستشفى لعب دورًا مهمًا في تقديم خدمات طبية عالية الخطورة، وكان أفراد القطاع الصحي العسكريين يحملون السلاح ويشاركون في المعارك عند الضرورة، لذا أُطلق عليهم اسم "رجال البندقية و السماعة الطبية".

الكتاب تناول عدة مواضيع هامة: التكوين الطبي والشبه الطبي، العنصر البشري، العتاد الطبي والجراحي، طرق العلاج المختلفة، البناءات الاستشفائية، وغيرها.

الكاتب دعم مادته بمجموعة من الصور والوثائق لضمان مصداقية المعلومات وموضوعيتها.

هذا الكتاب يعد إضافة نوعية للمكتبة الوطنية وسندًا للمهتمين بدراسة التاريخ والباحثين عن خفايا ثورة أول نوفمبر.

بقلم: جمال الدين خنفري

تعليقات