إعداد: فريق منوعات – مجلة النبراس
|
| > الشريحة الإلكترونية eSIM تمكّن المستخدم من تفعيل رقم هاتف دون بطاقة SIM مادية. |
مقدمة
تستعد الجزائر لدخول مرحلة جديدة في عالم الاتصالات الحديثة، مع اقتراب إطلاق خدمة eSIM التي أعلنت عنها وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في أكتوبر 2025. هذه الخطوة المنتظرة تُعد جزءًا من خطة الدولة لتسريع التحول الرقمي وتعزيز الأمن السيبراني، تماشياً مع المعايير الدولية.
ما هي خدمة eSIM؟
الشريحة الإلكترونية المدمجة (eSIM) هي شريحة رقمية مضمّنة داخل الهاتف الذكي أو الساعة الذكية أو الأجهزة اللوحية، تغني المستخدم عن الشريحة التقليدية. يمكن تفعيلها ببساطة عبر الإنترنت من خلال رمز QR دون الحاجة إلى زيارة وكالة أو تغيير شريحة فعلية.
هذه التقنية تتيح للمستخدم امتلاك أكثر من رقم في جهاز واحد، وتوفّر أماناً أعلى بفضل تشفير الهوية الرقمية للمستخدم.
انتشار التقنية عالمياً
منذ سنة 2016، انتشرت eSIM بسرعة في الأسواق العالمية، خاصة مع دعم شركات كبرى مثل Apple وSamsung وGoogle. اليوم، توفر أكثر من 200 دولة هذه الخدمة، منها أغلب دول أوروبا ودول الخليج العربي والمغرب وتونس ومصر.
التحركات الرسمية في الجزائر
في منتصف أكتوبر 2025، عقد وزير البريد والمواصلات سيد علي زروقي اجتماعًا مع رئيس هيئة ARPCE وممثلي شركات الهاتف النقال الثلاث: موبيليس، جازي، وأوريدو الجزائر، إضافة إلى الوكالة الوطنية للذبذبات. تم خلال اللقاء بحث إدماج eSIM في السوق الوطنية.
وأكد البيان الرسمي أن هذه التقنية تمثل "قفزة نوعية" نحو تحديث قطاع الاتصالات وتسهيل الخدمات للمواطنين.
موقف شركات الاتصالات الجزائرية
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تُعلن أي من الشركات الثلاث عن تفعيل رسمي أو تجريبي لخدمة eSIM. لكن مصادر داخلية أكدت أن التحضيرات التقنية جارية، في انتظار الإطار التنظيمي من الهيئة الوطنية لتنظيم الاتصالات (ARPCE).
الإطار القانوني والتنظيمي
لم يُنشر بعد أي مرسوم رسمي في الجريدة الرسمية الجزائرية بشأن eSIM. من المتوقع أن تُصدر ARPCE دفتر شروط ينظم عملية تفعيل الشرائح الإلكترونية، ويتضمن ضوابط حماية البيانات والمواصفات الفنية.
فوائد eSIM للمستخدم الجزائري
- تفعيل فوري وسهل عبر الإنترنت.
- إمكانية استخدام أكثر من رقم في جهاز واحد.
- أمان وحماية من السرقة أو النسخ.
- دعم السفر الدولي بسهولة عبر تحميل شرائح مؤقتة.
- تقليل النفايات البلاستيكية ودعم البيئة.
التحديات التي تواجه إدماج eSIM
- الحاجة إلى تطوير أنظمة الشركات المشغلة.
- غياب الإطار القانوني المحدد بعد.
- قلة الأجهزة الداعمة في السوق المحلي.
- ضعف الوعي التقني لدى المستخدمين.
- تحديد أسعار الخدمة بشكل تنافسي.
الأبعاد الاقتصادية والاستراتيجية
اعتماد eSIM يمثل خطوة استراتيجية ضمن سياسة الجزائر للتحول الرقمي. فالتقنية ستساعد على تقليل استيراد الشرائح المادية، وتشجيع الابتكار في مجالات إنترنت الأشياء (IoT)، وتحسين أمان الاتصالات.
الآفاق المستقبلية
من المتوقع أن تنطلق خدمة eSIM في الجزائر رسميًا خلال عام 2026، بعد اكتمال الاختبارات التقنية والاعتماد الرسمي من الهيئات المختصة. وتشير التوقعات إلى أن شركة موبيليس ستكون السباقة لتقديم الخدمة، بحكم ارتباطها المباشر بوزارة البريد والمواصلات.
كما ينتظر أن تتوسع الخدمة لاحقًا لتشمل الأجهزة الذكية مثل الساعات، السيارات المتصلة، والأجهزة اللوحية، ما يعزز منظومة التحول الرقمي الشامل في الجزائر.
رأي الخبراء
يرى خبراء الاتصالات أن إدماج eSIM خطوة ضرورية لوضع الجزائر ضمن خارطة الابتكار التقني في إفريقيا والعالم العربي، خاصة وأن أكثر من 80% من الهواتف الجديدة في 2025 تدعم الشريحة الإلكترونية.
ويضيف الخبير التقني عبد الرؤوف بن صايم أن “التحدي الأكبر سيكون في ضمان الأمان السيبراني وتعميم الخدمة في المناطق الداخلية بنفس جودة المدن الكبرى”.
خاتمة
إن إطلاق خدمة eSIM في الجزائر يمثل تحولًا نوعيًا في قطاع الاتصالات، وبداية عهد جديد من الخدمات الرقمية المتقدمة. ومع استمرار الجهود الرسمية والتقنية، يبدو أن سنة 2026 ستكون موعد انطلاقة فعلية لتجربة جزائرية رقمية حديثة.
مجلة النبراس الثقافية تواكب هذا التطور ضمن رؤيتها في نشر المعرفة التقنية وتوثيق التحولات الرقمية في الوطن العربي.
— فريق التحرير | مجلة النبراس الأدبية الثقافية
شاركنا رأيك:
هل ترى أن خدمة eSIM ستحدث فرقًا فعليًا في سوق الاتصالات الجزائرية؟ شاركنا رأيك في التعليقات أسفل المقال 👇
التعليقات
اكتب تعليقك حول المقال، سيتم مراجعته قبل النشر لضمان الجودة.