22 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية"في طور المراهقة
يكتبها : يحيى محمد سمونة
في طور المراهقة و قبل أن أشرع أتتلمذ بين يدي كبار علماء حلب [سأذكرهم في حينه بعون الله تعالى] كانت قد سبقت مني فترة جهل موازية لطيش الشباب و ما يرافقه من استغلام و تهور و اندفاع
كانت الأفلام التي تعرض في دور العرض [سينما] بحلب قد استهوتني حتى رأيتني لا أكاد أخرج من دار عرض حتى أدلف في غيرها جهلا مني و تتبعا لأساليب دعائية طاغية مبرمج لها بتقنية و احتراف بحيث يذل و يخضع لتلك الأساليب أعتى الرجال فضلا عن فتى مثلي يمر بفترة استغلام عاتية!
أذكر في مقابلة صحفية مع إحدى الممثلات الشهيرات آنذاك ـ و كانت تظهر على الشاشة في لقطات شبه إباحية ـ أجابت عند سؤالها عن سبب تلك اللقطات؟! فقالت: [الجمهور عايز كده]! فكنت رغم جهلي أتعجب و أسأل نفسي تراه؟! هل هو حقا الجمهور يروم ذلك ؟ أم هو مخرج العمل [الفني!!] و مايتبع ذلك من مردود مادي [شباك التذاكر]؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها من محاولات لهدم القيم عند أبناء الجيل من خلال تأجيج الشهوة و العواطف غير الحسنة أو غير السوية، أو من خلال استنزاف و قتل روح العطاء و الإبداع لدى أفراد الأمة؟
لقد تركت أفلام تلك الفترة في نفسي و نفوس أفراد الأمة آنذاك أثرا خطيرا للغاية بحيث غدا الفرد فينا على تمرد و هياج و ثورة على كل شيء و فصام في الشخصية! ناهيك عن الاحساس بالغربة و التشتت و الضياع و فقد الثوابت و المرتكزات التي كانت يوما ما مبعث فخر و عز لدى أفراد الأمة !
لقد غدوت آنذاك على ثقافة سلبية بكل معنى الكلمة فالتمرد أصبح ديدني سواء بتمردي على قوانين البيت و الأهل أو بتمردي على قوانين المدرسة و عموم المؤسسات المجتمعية، و بدأت أنظر إلى القوانين على أنها صوارم تمنعني و تحول دون حيويتي و نشاطي ! و بدأت أنظر إلى الأهل و إدارة المدرسة و المؤسسات المجتمعية على أنهم جميعا عتاة قساة يجب عدم الانصياع أو الخضوع لهم!!
نعم أيها السادة تلك هي الآثار التي تركتها في نفسي موجة الأفلام التافهة آنذاك.. و تخيلوا معي نمط سلوك الواحد منا و هو يردد مقطعا من أغنية [ لم أعد أذكر صاحبها أو الفيلم الذي قيلت فيه سوى أنني أذكر تلك الكلمات: بابا و ماما دقة قديمة .. دقة قديمة !!!]
كم هي كثيرة الأفكار السخيفة البالية التي كانت تحملها تلك الأفلام لأفراد هذه الأمة ؟! لقد كنا في غفلة عن هذا، أم ماذا ؟
كانت الأفلام التي تعرض في دور العرض [سينما] بحلب قد استهوتني حتى رأيتني لا أكاد أخرج من دار عرض حتى أدلف في غيرها جهلا مني و تتبعا لأساليب دعائية طاغية مبرمج لها بتقنية و احتراف بحيث يذل و يخضع لتلك الأساليب أعتى الرجال فضلا عن فتى مثلي يمر بفترة استغلام عاتية!
أذكر في مقابلة صحفية مع إحدى الممثلات الشهيرات آنذاك ـ و كانت تظهر على الشاشة في لقطات شبه إباحية ـ أجابت عند سؤالها عن سبب تلك اللقطات؟! فقالت: [الجمهور عايز كده]! فكنت رغم جهلي أتعجب و أسأل نفسي تراه؟! هل هو حقا الجمهور يروم ذلك ؟ أم هو مخرج العمل [الفني!!] و مايتبع ذلك من مردود مادي [شباك التذاكر]؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها من محاولات لهدم القيم عند أبناء الجيل من خلال تأجيج الشهوة و العواطف غير الحسنة أو غير السوية، أو من خلال استنزاف و قتل روح العطاء و الإبداع لدى أفراد الأمة؟
قد يعجبك ايضا
لقد غدوت آنذاك على ثقافة سلبية بكل معنى الكلمة فالتمرد أصبح ديدني سواء بتمردي على قوانين البيت و الأهل أو بتمردي على قوانين المدرسة و عموم المؤسسات المجتمعية، و بدأت أنظر إلى القوانين على أنها صوارم تمنعني و تحول دون حيويتي و نشاطي ! و بدأت أنظر إلى الأهل و إدارة المدرسة و المؤسسات المجتمعية على أنهم جميعا عتاة قساة يجب عدم الانصياع أو الخضوع لهم!!
نعم أيها السادة تلك هي الآثار التي تركتها في نفسي موجة الأفلام التافهة آنذاك.. و تخيلوا معي نمط سلوك الواحد منا و هو يردد مقطعا من أغنية [ لم أعد أذكر صاحبها أو الفيلم الذي قيلت فيه سوى أنني أذكر تلك الكلمات: بابا و ماما دقة قديمة .. دقة قديمة !!!]
كم هي كثيرة الأفكار السخيفة البالية التي كانت تحملها تلك الأفلام لأفراد هذه الأمة ؟! لقد كنا في غفلة عن هذا، أم ماذا ؟
ـ يحيى محمد سمونة.حلب ـ