الشّعرُ
الشّعرُ منْ رَحِمِ الأَسَى مولودُ
والخُلَـدُ فيـهِ مؤبّــدٌ مَأبـــــودُ
والشّاعِــرُ الخنديــدُ فــذٌّ آبـــدٌ
تفنى الدنى ويؤبَّــــدُ الخنديــــد
كمْ شاعر قدْ خلّـدتـه قصيــدة
وممالك قد هالـــها التأبــــيـــد
لولا صدى الشعراء أبّدَ ذكرها
لتبــدّدت وأصابهــــا التبديــــد
يفنى الملوك وتختفي آثارهـم
هل ساورتك إلى حيــاة تعــود
أو خلّدتْ إيوان كسرى نـــارهُ
أو مجّدته مدائنٌ وعهــــــــود
فالبحتريّ اعاد فيه بوصفـه
روحا يجلّ بوصفها التجسيــدُ
لولا المنبأ ما عرفــنا دولـــة
كانت تقوم على الحمى وتـذود
لـولاهُ قــطُّ ما تـــأمّرَ سيفــــها
أو كان للمتأمّــريــــن وجــود
وَلَمَا علا من صيتهم ما قد علا
وامتدَّ حـــتى ملّـــــه التّمديــــدُ
دانت له عظمى الخلافة فارسًا
والرّوم طال جنودَها فأبيـــدوا
ليعيدَ مجدا للخلافة ضائـــــعًا
قد ضيّعته ُ مآربٌ وحـــــدودُ
والشركُ أضحى من مظاهرحكمهم
والعدلُ ملـــكٌ أسّهُ التوحيــــدُ
فالوقعة الحمراء نعرف لونها
ونعي وندري فصلها فنعيـــدُ
لولاه شعرا لاختفت أحداثـها
وأصابها التحجيم والتّجـريدُ
من لم يعش بالشّعر مات بغيره
يمضى ويبقى بعـــدهُ التحييــدُ
فالشّعر فكـــرٌ خالـــدٌ ومُخلِّـدٌ
أنّى يكون لمن عــداهُ خلــــودُ
بحر القصيدة: الكامل
الشاعر:علي مناصرية
قالمة في:03من جنادى الأولى1438للهجرة /الموافق ل:01 من كانون الثاني (فيفري)2017
قد يعجبك ايضا