الفأرُ و القرعة
قديماً كان فأرٌ سائراً في غابةٍ
قد هدَّهُ الجوعُ الطويلُ و ظلَّ أياماً يفتشُ
عن طعامٍ ضامراً
عيناهُ ذابلتانِ أيقنَ وقتَها أنَّ النهايةَ قد دنتْ
لاحتْ له في البُعْدِ صورةُ قرْعَةٍ خضراءَ ناضجةٍ
فأحدثَ بعدَ جَهْدٍ فتحةً فيها بحجمِ ما يناسبُهُ
و حينَ تذوَّقَ الطعمَ اللذيذَ و نكهةَ الترفِ الوفيرِ
تحركتْ فيهِ المفاصلُ و ارتوتْ منهُ العروقُ
و راحَ يمرَحُ لاهياً في جنةٍ ضَمِنَتْ لهُ عيشاً
رغيداً ليسَ يسألُ عن مصيرٍ قد تُغيرُهُ الظروفُ
و صار ممتلئاً عفيِّاً مثل جرذٍ يافعٍ
و الشمسُ يَبَّسَ حرُّها للقرعةِ الخضراءَ ظهْراً
صارَ صلباً قاسياً و الفأرُ لا يدري
و حينَ أتى على ما في بطنِها من متعةٍ
لم يستطعْ توسيعَ ما نقَبَتْ أظافرُهُ قديماً
ظلَّ يضمرُ
عادَ للجوعِ المُذِلِّ
و هكذا حتى تضاءَلَ حجمهُ ليناسبَ الثقبَ
الذي سيعودُ منه الى العراءِ كما دخلْ.
الشاعر : علاء نعيم الغول
قديماً كان فأرٌ سائراً في غابةٍ
قد هدَّهُ الجوعُ الطويلُ و ظلَّ أياماً يفتشُ
عن طعامٍ ضامراً
عيناهُ ذابلتانِ أيقنَ وقتَها أنَّ النهايةَ قد دنتْ
لاحتْ له في البُعْدِ صورةُ قرْعَةٍ خضراءَ ناضجةٍ
فأحدثَ بعدَ جَهْدٍ فتحةً فيها بحجمِ ما يناسبُهُ
و حينَ تذوَّقَ الطعمَ اللذيذَ و نكهةَ الترفِ الوفيرِ
تحركتْ فيهِ المفاصلُ و ارتوتْ منهُ العروقُ
و راحَ يمرَحُ لاهياً في جنةٍ ضَمِنَتْ لهُ عيشاً
رغيداً ليسَ يسألُ عن مصيرٍ قد تُغيرُهُ الظروفُ
و صار ممتلئاً عفيِّاً مثل جرذٍ يافعٍ
و الشمسُ يَبَّسَ حرُّها للقرعةِ الخضراءَ ظهْراً
صارَ صلباً قاسياً و الفأرُ لا يدري
و حينَ أتى على ما في بطنِها من متعةٍ
لم يستطعْ توسيعَ ما نقَبَتْ أظافرُهُ قديماً
ظلَّ يضمرُ
عادَ للجوعِ المُذِلِّ
و هكذا حتى تضاءَلَ حجمهُ ليناسبَ الثقبَ
الذي سيعودُ منه الى العراءِ كما دخلْ.
الشاعر : علاء نعيم الغول