القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

«الحوت الأزرق».. سرداب الهلاك..ق ق بقلم/ رؤوف بن الجودي

«الحوت الأزرق».. سرداب الهلاك
_____
اسمها ناريمان اقتنت هاتفا ذكيَّا من نوع سامسونج، وشريحة أووريدو. أعطتها خالتها نورة المبلغ الذي اشترت به الهاتف.. كان والدا ناريمان منشغلين فالأب حسان رجل أعمال يدير شركة للاستيراد والتصدير(!)؛ ووالدتها نزيهة طبيبة أخصائية في طب الأطفال(!!).
كانت ناريمان تشعر بوحدة قاتلة، فهي الابنة الوحيدة لهذين الوالدين المستهترين.. كان الوالدان يحرصان على اقتناة الألعاب (غير الإلكترونية) وشراء القصص لابنتهما حفاظا على طفولتها ..
اليوم ناريمان في سن الثانية عشر، تركت المدرسة الابتدائية والتحقت بالإعدادية.. تقهقرت بعض الشيء في دراستها، وحدثت لها اضطرابات نفسية أخفتها على أمِّها وأبيها ...
.
.
.
.
في رقعة من الجانب الآخر من هذا العالم قام شابٌّ مختلٌّ بتصميم تطبيق مجنون أطلق عليه الحوتَ الأزرق.. فالتسمية من الوهلة الأولى تبدو بريئة، وهذا ما دفع بالكثير من المراهقين والشباب إلى تحميله والعكوف على لعبه .. سمعنا أنَّ التطبيق يطلب من اللاعب القيام بأشياء غريبة فبدى الخبر مبالغا فيه .. فكثُر اللغط حتى بدأ الجهات المعنية في العالم أجمع تسجل حالات انتحار سببها هذا الحوت الملعون!
.
.
.
.
كان يوما مشمسا، تتسرَّبُ إياة الشمس برفق أنثة عبر النافذة الزجاجية، كانت الستائرُ منزاحة قليلا فالضوء يزعجُ النائمة الصغيرة.. إنَّها هناك ملقاة على سريرها المريح نصف مغطَّاة، فجزء من اللحاف يتوسد الأرضية، على جدران الغرفة بوستيرات للرسوم المتحركة التي تعكف على مشاهدتها بنهم.. لقد سقط منها الجورب الأيمن من فرط تقلبها ليلا؛ فمنذ مدة وهي تعاني من كوابيس مرعبة ..
بجانبها دبدوبها الضخم، وفي يمينها هاتفها الذكي.. يرن الهاتف .. إنَّها رنَّةٌ رسالة جديدة..
إنَّهُ التطبيق الذي حمَّلته قبيل أيَّام اسمه الحوت الأزرق..
قبيل أيَّام..
-ناريمان.. ناريمان.. أين هاتفك؟
-هنا بحقيبتي..
-هل عند إنترنات؟!
-لا.. ولكن عندي رصيد ويمكنني تفعيلها .. لم بالضبط؟
-سأريك تطبيقا يرفع عنك الملل، ويدخل في عوالم مشوق جدًّا!
.
.
حمَّلت الصبية التطبيق وفي المساء، أصابها الملل فدخلت غرفتها أمسكت الهاتف وراحت تقلبه حتى وقعت عينها على التطبيق الجديد..
-يا ترى عن ماذا يحكي هذا الحوت الأزرق؟!
ضغطت على الزر.. انطلقت اللعبة ..
- حك أنفك بإبهامك الأيمن.. التصفيق بكلتا اليدين والصراخ «أنا قوي».. تذكر لا تؤذي نفسك ولا تضر بالآخرين!
كل مرة يطلب التطبيق معلومات صحيحة وصادقة ودقيقة ..
.
.
.
.
كانت هنا نائمة، على ذراعها الأيسر وشم الحوت، إنَّها تمسك هاتفها الذكي بيمينها، جاءتها رسالة التهديد للمرة الثالثة تخيِّرها بين الانتحار أو تفضح أسرارها الذي باحت بها للبرنامج بكل عفوية ..
إنَّه اليوم الأول من العطلة، الوالدان قد خرجا باكرا إلى العمل، والخالة تأخرت عن القدوم، هي ساعة بين خروج الوالدين وقدوم الخالة .. هاقد أتت الخالة، تدير المفتاح تفتح الشقَّة.. تنادي كعادتها..
- نارييييمان .. أنا هنا .. ناريييمان .. ناري..
لا مجيب .. تضع حقيبتها على الكنبة، وتجري ناحية الغرف .. لا أحد على هناك .. تبدأ بفتح الغرف ..
- ليست هنا!
بقي الحمَّام تفرِّج الباب .. فتنطلق الصرخات من فمها من دون انقطاع ..
.
.
.
.
جاء الشرطة في غضون دقائق، تبيَّن أن الطفلة وقعت ضحية لهذا التطبيق الملعون الذي تتولَّاه شخصيات سيكوباتية، أمر التطبيق ناريمان أن تتخيَّر وقتا لا يكون فيه أحد سواها في البيت، وألأحَّ عليها أن تنتحر عارية في حمَّام ساخن، وأن تحزَّ شرايين يدها اليسرى بشفرة حلاقة .. بعد أن تشوه مناطق من جسدها!!
بقلم/ رؤوف بن الجودي
الحوت الازرق