باَسِماً، حَالِماً
أَنْ يَرَاهاَ
وَ تُقَبِّلَ شَفَتَاهُ، خَدّاَهاَ
رَأْسَهاَ
يَداَهاَ
وَرِجْلاَهاَ
أَنْ يَسْأَلَهاَ الغُفْرَانَ
وَ يُمَارِسَ مَعَهَا طُقُوسَ الأَحْضَانِ
أَنْ يَلْقَى الأَطْيَارَ
وَيَمْسَح َدُموُعَ الدَّمَارِ
وَ يَسْمَعَ زَغَارِيدِالدِّيَارِ
وَ يَطْلِي زَوَايَا الأَلَمِ
وَ يَغْسِلَ وَجْهَ الرَّماَدِ
فِي شاَرِع ِالنَّجَفِ القَديِم ِ
أَنْ يَراَهاَ
فَيْحاَءَ
خَضْرَاء َ
بَيْضَاءَ
أَنْ يَرْسُمَهاَ مِنْ جَدِيدٍ
َوَيتَرَشَّفَ مَعَهاَ الشَّايَ الأَخْضَرَ
عَلىَ حِسِّ الأَغَاِني القَدِيمَةِ
فِي الأَسْوَاقِ الشَّعْبِيَّةِ
عَلَى عَتَبَاتِ الأَبْوَا بِ العَتيِقَةِ
وَ الأَطْفاَلُ يَرْقُصُونَ
كَانَ يَتَمَنَّى
أَنْ يَجْتَازَ الإِمْتِحَانَ
أَنْ يَسْتَقِرَّ فِي الوَظِيفَةِ
أَنْ يُشْفَى مِنَ المَرَضِ
أَنْ تُخَفَّفَ عُقُوبَتُهُ
وَ يُطْلَقَ سَراَحُهُ
أَنْ تُشْرِقَ الشَّمْسُ
فِعْلاً مِنَ الشَّرْقِ
أَنْ يُكَرَّمَ الشَّهيِدُ
وَ يُحَرَّرَ الأَسِيرُ
أَنْ َيَرْسُمَ الأَخْضَرُ
مِنْ جَديِدٍ
أَنْ يَكُونَ شِتاَؤُهُ ماَطِراً
وَزَرْعُهُ وَفيِراً
لَكِنَّهُ مَضَى
وَبَقِيَ
شِتاَءُهُ جاَفاً
وَحُضْنُهُ فَارِغًا
وَبَقِيَ
الأَسِيرُ أَسِيرًا
مَضَى هَكَذاَ
بِلا َسَكَنٍ
ِلنَفْسِهِ المُرْهَقَةِ
بِلاَ إِمْرَأَةِ أَحْلاَمٍ
بِلا َطِفْلٍ يُناَغِيهِ
أَوْ طِفْلَةٍ تَهْمُسُ فِي أُذُنَيْهِ
"بابا"
بِلاَ ثَوْبٍ جَدِيدٍ
وَلاَخُبْزٍ طَرِيٍّ
وَلاَتُفَّاحَةٍ لَذِيذَةٍ
وَلا َطَبَقٍ ساَخِنٍ
وَلاَبَطَّانِيَّةٍ لِجَسَدِهِ المُتَجَمِّدِ
وَلاَخَيْمَةٍ تَسْتُرُ عَوْرَتَهُ
وَلاَوَطَنٍ مُشْفِقٍ وَمُنْصِفٍ
وَلاَ قَلْبٍ طَيِّبٍ
حَزَمَ أَمْتِعَتَهُ
وَوَدَّعَهاَ
جَرُّ هاَ
قد يعجبك ايضا
مَنْ فَتَحَ لَهاَ بَابَ حَيَاتِهِ
وَ أَلْقَى عَلَيْهاَ الَّتحِيَّةَ
مَْن أَرَّقَتْ أَعْصَابَهُ
وَ لَعِبَتْ بِمَشاَعِرِهِ
وَ نَثَرَتْ دُخَّانَهاَ فيِ رِئَتَيْهِ
مَنْ لَحَّفَ وَجْهَهاَ
بِكُوفِيَّتِهِ الطَّاهِرَةِ
وَسَأَلَهَا
أَلّاَ تَحْزَنَ
مَنْ كَانَتْ تُمَنِّيهِ
وَ لَمْ تُعْطِيهِ
وَ تَلاَشَتْ
وَدَّعَهاَ
مَنْ حَمِلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ
مَنْ سَقَطَ وَحْدَهُ
فَأَشْفَقَ عَلَيْهاَ
وَدَّعَهاَ
مَنْ عَاتَبَ نَفْسَهُ
وَ وَبَّخَ قَلْبَهُ
وَ أَذَابَ الأَمَلَ الأَخِيرِ
فِي إِناَءَ الَّنفْسِ الأَخِيرِ
رَحَلَ
مَنْ مَزَّقَتْهُ الخَيْبَةُ
كَحَجَرِ إِيلْياَ الصَّغِيرِ
كَالعَبْدِ الذَّلِيلِ
مَنْ ضَحِكَتْ عَلَيْهِ
رَغْمَ الضَّنىَ
كُلُّ السّنَوَاتِ
كُلُّ الِّنهَايَاتِ
كُلُّ الَّتشَاُبهَاتِ
مَنْ عَرَفَهاَ فَقِيراً وَتَرَكَهَا كَذَلِكَ
مَنْ مَنَّتْهُ
باِلعَوْدَةِ لِلأَرْضِ
لِلأَهْلِ
لِلأَنْوَارِ السَّاطِعَةِ
وَالتَّهَانِي المُتَنَاثِرَةَ
وَالأَمَانِيَ المُرْسَلَةِ
لَكِنَّ أَحْلاَمَهُ
رُفِسَتْ
وَ طُوِيَّ إِلىَ الأَبَدِ
الطَّرِيقُ
رَحَلَ
إِلاَهُ الأمْنِيَاتِ
وَقِدِّيسُ التَّنَبُّؤَاتِ
وَصَاحِبُ الآَهَاتِ
مَضَى
المُلْقىَ
بِقَارِعَةِ الفُؤاَدِ المَكْسُورِ
دُونَ أَنْ يُغَيِّرَ السَّنَوَاتِ
دُونَ أَنْ تَسْتَجِيبَ الأُمْنِيَاتِ
لا َشَيْءَ يَسْتَجْمِعَهُ
سِوىَ الأَسَى
رَحَلَ
وَبَعْدَهُ
الوَحْشُ حَلَّ
مُدْمِي الجِراَحَ
مُغْتَصِبُ الإِنْسَانِ
الطُّهْرَ وَالجَمَالَ
********************
عِماَدُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ
L’image contient peut-être : 1 personne, sourit, barbe et gros plan
