بلا وقتٍ، بلا آت
ظلّ من الوهمِ أمْ وهْمٌ بممحاةِ
يا بعض ذاكرةٍ منْ بعضِ مرآتي..
هلْ خبَّأَ الموتُ أمْساً كان يسكنه
أمْ غيَّبَ الوقتَ في ليلِ الخيالاتِ..
يا قامة الليلِ كمْ أطفأتِ منْ أُفُقٍ
وكمْ ركضتِ طويلاً خلفَ مشكاةِ..
ما السرُّ في علَمٍ يمضي إلى عدمٍ
طيفٌ تلاحقهُ خيلُ المنياتِ..
لا يحتمي الشّكُّ منْ حقٍّ يباغتُهُ
في رحلة الشعر كمْ أتْعبتُ ميقاتي..
قدْ كانَ يأتي وحلْمُ الشعرِ نجْمتهُ
والآن يمضي بلا حلمٍ ..بلا آتِ..
بعضُ القصائد كانتْ حينَ يكتُبها
تدغدغُ الروح منحوتاً بآياتِ..
لا يعرفُ النجْمُ إلاّ في مواقعه
وكانَ نجما على ساحِ السجالاتِ..
يا صاحبي ملكوت الله واسعة
تمتدُّ بسطتُها خلف النّهاياتِ..
وليَرحمِ اللهُ عبداً شاخَ منتظرا
أنْ يُزْهرَ الشعرُ في دنيا المعاناةِ..
الموتُ شافٍ، يرى الدنْيا مقزََّمةَ
منْ يسكنُ الموتَ حيٌّ في البداياتِ
لمحة النبراس
تُظهر هذه القصيدة رحلة الشاعر بين الذاكرة والوهم، حيث يمتزج الحس الإنساني بالخيال.
استخدام الرموز والتكرار يعكس صراع الذات مع الزمن والموت.
لغة الشاعر الموسيقية تجعل من النص تجربة صوتية وبصرية في الوقت ذاته.
توظيف الليل والخيال كمكان وروح يزيد النص عمقاً فلسفياً.
القصيدة تجمع بين الإحساس الشخصي والبعد الكوني للأفكار.
هناك توظيف جميل للصمت والغياب لإضفاء حدة درامية على النص.
القصائد تنبض بالإيقاع الطبيعي للشعر المعاصر المصري.
الموت والحياة متداخلان ليخلق الشعور بالحزن والتأمل.
إيقاع النص يعكس رحلة الشاعر في البحث عن الحقيقة والموت.
هذه التحفة الأدبية تُبرز عظمة الإبداع الشعري للراحل سالم محمد الشحات.
03 / 01 / 2018
محمد الوكال ببوش
#مجلة_النبراس #شعر_مصري #سالم_محمد_الشحات #إبداع #قصائد #ثقافة #أدب
إعداد مجلة النبراس الأدبية والثقافية — بإشراف محمد دويدي.