حجر الأساس / 2 /
[ مسألة إعادة بناء العقل " العربي" ليست مستحيلة، بل يمكن حلها بعزم و تصميم و إرادة، و وفق وتيرة معنوية عالية]
" عقل " الإنسان
هو: شريحة ذاكرة تضمنت أمثلة فطرية و أخرى مكتسبة.
" العقل العربي "
هو: لغة و تاريخ و تراث و فلسفة و فكر أمة العرب و ما تم اختزانه في ذاكرتها، و ذلك من لحظة بدء تشكل هذا العقل و حتى يومنا هذا.
إن القول بوجود أمثلة مكتسبة في عقل الإنسان إلى جانب الأمثلة الفطرية فذلك يعني أن ما يميز الإنسان عن الحيوان مثلا هو المثال المكتسب الذي يودعه المرء في ذاكرته.
فعموم الحيوانات لها عقل فطري تسير بمقتضاه إلى مستقرها و ليس لها من أمثلة مكتسبة البتة
و عموم الحيوانات ليست مما يطور نفسه بنفسه، لكن الإنسان بحكم الأمثلة المكتسبة التي يودعها في ذاكرته فإن حياته تتحول نحو الأفضل أو نحو الأسوأ
و يختلف " العقل" عن "الفكر" من حيث الدور الذي أنيط بكل منهما، فالفكر يرسم و يبرمج للمرء سلوكه و أفعاله و منطقه في الوقت الذي يستمد فيه الأمثلة المكتسبة من الذاكرة [العقل] باعتبارها - أي باعتبار الأمثلة المكتسبة - أداة الرسم و مادته.
و لا شك أن الفكر العربي يرسم و يبرمج لأمة العرب طريقها مسترشدا في ذلك بما هو مختزن في الذاكرة العربية [ اي في العقل العربي ]
و النقطة و المشكلة الأساس في حياة العربي المعاصر أنه قد تم التلاعب بشكل فاضح بمكونات ذاكرته من الأمثلة المكتسبة و ربما تم التلاعب ببعض يسير من الأمثلة الفطرية التي أودعها الله تعالى في ذاكرة الإنسان عموما و في ذاكرة الإنسان العربي على وجه الخصوص باعتبار أن امة العرب جبلت على سلامة الطوية لولا تدخل أياد خفية عاثت فسادا بتلك الجبلة [ الجبلة بتشديد اللام و هو ما تم وضعه في أصل الخلق]
أخشى الإطالة.. ففي منشور لاحق بعون الله تعالى أحدثكم كيف تم التلاعب بالذاكرة العربية و كيف تم تحويل العربي من امرئ شهم إلى امرئ خانع
- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -
 |
| إضافة شرح |
