لن نكون حمقى ياصديقي..
واليوم وبعد العد التنازلي للحياة نقف امام المرآة نتفحص وجوهنا.تجاعيد النفس. نضارتها. حلمها. امنياتها. طموحاتها. ماذا حققنا وماذا كسبنا. ماذا تركنا وراءنا. وماذا فعلنا لاولادنا. ماذا جنينا من هذا الزمن. سعادة؟ صفاء؟ استقرار؟ فرح؟ ام لهث وراء امنية نحاول الامساك بتلابيبها. او طموح نريد ان نحوله الى واقع..... او حلم لانريد لاعيننا ان تتفتح حتى لا يغيب. او فرحة نكتمها حتى لايحسدوننا الاخرين..... نطيل النظر ونقلب الاتجاهات. ونتفحص. الافكار كانت ناضجة لكنها تاهت في دروب الحروب. الشجاعه كانت تملا قلوبنا لكنها اضمحلت بسبب الجروح...... الطاقة كانت تتعالى مالبثت ان خبت وطفت لان احدهم سرقها منا ونحن اولاد الشباب. نتطلع الى كل شي....... الى العيون كيف غارت واندحرت والى الشعر كيف ابيض واستعر والى الجسد كيف تعب وتهاوى. الى الى القلب كيف ضعف وخفتت دقاته حتى انتابنا القلق انه سيتوقف. جهد وجهد وضياع ولهث وراء لقمة وسد رمق اولاد وتربيتهم ثم ماذا. اين نحن. واين صرنا. واين محلنا اليوم من الاعراب. ياصديقي لو التقينا ونظرنا كلانا لبعضنا لتعالت الضحكات. انت تقول ماذا حل بك وانا اضحك واقول وانت ماذا حل بك. شي واحد يجعلنا نضحك هو اننا قضينا العمر نركض ونركض من اجل غيرنا ونسينا نصيبنا من هذه الدنيا.... لا لا. لا لن ينفع ابدا اليوم. لاتقل لي دعنا نتمتع.... لن نقدر ابدا. واذا قدرنا فلن نستطيع ان نطيل تلك الضحكات والقهقهات سابقا.... ياصديقي.... لنلتقي ونكثر من الضحكات لعلنا في هذا الزمن البليد ننسى يوما اننا كنا حمقى
.قلم: ابو ناصر الصباغ
 |
قلم: ابو ناصر الصباغ
