خواطر سليمان... ( ٤١٦ )
أفلا تذكّرون ... أفلا تعقلون ... أفلا تفكرون ...
لا يريد الله منك إلا أن تكون إنسانا نافذ البصيرة ، متقد العقل ، عميق الفكر ...
الانسان مكلف أن يستخدم حواسه على نطاق واسع ،
فالسماع عن غفلة ، أو النظر الأبله ، أو النطق الغبي ...
بمثابة هبوط لا يليق لإنسان يحترم نفسه ،
ولم يدرك إكرام الله له حين فضله عن سائر المخلوقات ...
ولاحظ معي أن مرحلة "أفلا تعقلون" أو "أفلا تفكرون" ، تأتي دائما بعد لفت الله النظر للتأمل في آياته الكونية ، لتكون لك آية وعبرة ...
فإذا ما أهتدى قلبك بعد رشاد عقلك بحسن التأمل والتفكير إلى الإيمان الحق بالله تعالى رباً ،
تأتي مسألة الأحكام الشرعية ومرحلة " سمعنا واطعنا " .
فمثلا لن تستطيع بعد تأملك وإيمانك بالله أن تقول عند تكليفك بأي حكم شرعي كعدم شرب الخمر او عدم أكل لحم الخنزير أن تقول
لنتفكر اولا ...
أو تقول لماذا نُمنع شرب الخمر
أو تقول لما اقتنع بحرمة شربها سأفعلُ ،
كلا وألف كلا ...
لأن الأمر هنا من الله الذي أمنت به في مرحلة التفكير والعقل والنظر ...
ولأن الإقتناع في أن تؤمن من الأصل أو لا تؤمن...
إذن ...
أنت مطالب كإنسان أن تكون عميق النظر ،
بعيد الرؤيا ،
راشد إذا تكلمت ...
وليس هذا ترف منك ... أو فضل تقدمه
وإنما هو أمر إلهي لك أن تكون من النابهين الذاكرين العاقلين دائمي الفكر والتأمل ...
سليمان النادي