الشاعر البعيد شريف بنـــواز : بهدوء الناسك..بعيدا عن الصخب .
=================
.
إلى عمر بن الفارض
.
.
-1-
أَللهْ حَيْ..
كُسِرَتْ كُلُّ كُؤُوسِ الْخَمْرْ
مَاتَتْ مَيْ..
يَا ابْنَ الْفَارِضِ أَخْبِرْنِي
عَنْ صَلَوَاتِ الْعِشْقِ الْأَوَّلْ
أَخْبِرْنِي
عَنْ هَمْسِ اللَّاشَيْءِ
فِي أُذُنِ الشَّيْ..
يَا ابْنَ الْفَارِضِ قُلْ لِي
أَيْنَ اللهْ؟
وَمَتَى السَّاعَهْ؟
فَدَوَاءُ الْعِشْقِ الْكَيْ..
قَطَرَاتُ الْخَمْرْ
فِيهَا كُلُّ جُنُونِ الْخَلْقِ الْأَوَّلْ
فِيهَا الْبَعْثُ الْقَادِمُ
فِيهَا الْحَشْرْ..
فَلِمَاذَا يُخْطِئُنِي السُّكْرْ؟!
اِحْمِلْنِي يَا ابْنَ الْفَارِضِ
فَوْقَ الظَّهْرْ
..إِحْدَى قَدَمَيْكَ الْحَافِيَتَيْنْ
تَبْدَأُ مِنْ إِحْدَى قَدَمَيْ..
كَأْسِي تَتَلَعْثَمُ ثَانِيَةً
كَأْسِي تَتَلَعْثَمُ ثَالِثَةً
وَبِهَا ظَمَأٌ حَتَّى عَتَبَاتِ الشَّمْسْ
نَاوِلْنِي يَا ابْنَ الْفَارِضِ أَمْتِعَتِي
مَا جَدْوَى الْإِبْرِيقِ.. وَمَا نَفْعُ الْكَأْسْ؟
بُسُطُ الرِّيحِ جَمِيعًا رَاحِلَةٌ
وَأَثَاثُ الْمَنْزِلِ وَحْدَهُ يَبْقَى
وَكَذَلِكَ كُلُّ بَنَاتِ الْحَيْ..
لَنْ أُقْدِمْ..
فَفُتَاتُ الْخُبْزِ لَنْ يَتْرُكَ لِي أَثَرًا
بَوْصَلَتِي ضَلَّتْ
وَخُطُوطُ يَدِي أَعْيَاهَا الرَّمْزْ
يَا ابْنَ الْفَارِضِ قُلْ لِي
هَلْ فِي ثَبَجِ الْجَنَّةِ بَعْضُ الْخُبْزْ؟..
لَا الْحَلْوَى تَصْلُحُ لِلْفُقَرَاءِ
وَلَا سَلَّاتُ اللَّوْزْ..
-2-
حَـــرَامٌ أَنْ يُضِيعَ اللَّيْـلُ *** هَمْهَـــــمَـةَ الْمَسَـاكِينِ
لَنَـا وَعْــــدٌ بِــــأَنْ نَحْيَا *** بِأَنْ نَـــــْهُو إِلَـى حِيـــنِ
بِأَنْ نَـلْقَــى أَسَـامِـينَا *** علَى غُصْـنٍ مِنَ التِّينِ
أَمَا مِنْ بِــرْكَةٍ تَهْـــدِي *** إِلَى مَا النَّـجْمُ يَهْدِينِي؟
أَنَـا لَا أُتْقِــــنُ الطَّيَرَانَ *** إِلَّا الْخَوْضَ فِي الطِّينِ
أَيَا ابْنَ الْفَارِضِ اتْرُكْنِي *** فَإِنَّ الْخُبْـــــزَ يَكْـفِينِي
بقلم/ عبد الكريم قذيفة
شاعر جزائري
ادباء من الجزائر العميقة
.
