يقف على الرصيف ...ينتقل من ناصية إلى أخرى يحمل علبة صغيرة فيها بعض العلكة
....ينادي علكة ...علكة ...
كان يرتدي ذلك القميص المقلم وبنطال جينز مملوء بالرقع ....وهناك بعض الشقوق به ....ليس مواكبة للموضة وإنما هذه مخالب الفقر مزقت مايرتدي بلا رحمة .
ينتقل بين السيارات ...وكل ذاهب إلى عمله يقل أطفاله معه إلى المدرسة ...يرتدون أجمل الثياب ويحملون حقائب جديدة
ستمتلىء بالكتب والدفاتر ....وبنهاية العام سيحصلون على درجات عالية.
يقف والدمعة حبيسة محجريه الصغيرتين كان يتمنى ذلك اليوم ...الذي يرتدي مئزر المدرسة ويحمل حقيبته وكتبه ..وينتظر تلك الدرجات وتلك النجوم التي تضعها المعلمة على جبينه اعتزازا به .
تسقط دمعاته على علبة العلكة ويمسح مابقي معلقا بأهدابه
ويواصل النداء علكة ...علكة ...
ينتقل بتلك العينين المكحولتين بالتعاسة بين السيارات والمارة وإشارات المرور يتابع التنقل بحرفية عالية .
وينادي مروجا لبضاعته
لأنه في آخر اليوم تنتظره والدته الأرملة ومعه الخبز والطعام ...وبعض الحليب لأخيه الرضيع .