النص الأصلي
أين المفر يا أزلام: ويحه الصّمت في حضرة الموت يقتلني أرأيتم موتا يقتل ميتا أرأيتم مأتما صُيّر عرسا ارأيتم خائنا صار بطلا كل ذلك في وطني صار واقعا تفتح المنابر للخائن ويفرض باسم الموؤودة ناطقا ليبرر رقص الكلاب ونهش الذئاب ودهس الأكعاب ويحه بل ويحهم حين من الاجداث ينسل الأحياء ويحهم حين تُسأل الموؤدة عن ذنبها فيسشير منها الخنصر والبنصر والسبابة والإبهام فاين المفرّ يا حكاااالم فأين المفر يا أزلام المختار حميدي خالد.- الجزائر
لمحة النبراس
يكشف هذا النص عن حالة توتر وجودي وسياسي حاد، حيث يتحول الصمت من حالة حياد إلى قوة قاتلة تُطارد الشاعر في حضرة موت لا يموت. تتقلب المشاهد بين مأتم يصير عرسًا، وخائن يعتلي مقام البطولة، في إشارة صارخة إلى اضطراب المعايير وانقلاب القيم. إنّ هذا التلاعب المؤلم بالمقدّس والرمزي يجعل من “الموؤودة” — رمز الحقيقة المدفونة — صوتًا ينوب عنه أصابع الاتهام ذاتها. الصرخة “أين المفر يا أزلام؟” ليست مجرد سؤال، بل احتجاج على واقع تتناسل فيه المفارقات، ويتحوّل فيه الأحياء إلى خارجين من أجداثهم بحثًا عن معنى لم يعد حاضرًا. وبهذا، يقدّم النص مرآة كثيفة للخراب الداخلي الذي تخلّفه السياسة حين تتقدّم على الأخلاق، وحين يصبح المفرّ نفسه ضائعًا بين الظلال.
إعداد مجلة النبراس الأدبية والثقافية — بإشراف محمد دويدي.
تعليقات
إرسال تعليق