تحليل أكاديمي وفني لقصيدة "الأرض" لمحمود درويش
دراسة شاملة للرموز، الهوية، والمقاومة في الشعر الفلسطيني، مع استشهادات أدبية وفكرية لدعم الفهم العميق للنص.
الموقف الشعري والمناسبة
انبثقت قصيدة "الأرض" كاستجابةٍ فورية لحدث مأساوي صدم الضمير الإنساني: استشهاد خمس تلميذات فلسطينيات أمام مدرستهن في شهر آذار خلال أحداث الانتفاضة. لم يكن هذا الحادث مجرد خبرٍ عابر، بل تحوّل في نص درويش إلى رمزٍ شامل للقضية الفلسطينية، يجسد براءة الشعب وهمجية الاحتلال، ويشكل نصبًا شعريًا لتخليد الشهيدات.
القصيدة هنا ليست فقط سردًا للحادثة، بل هي تعبير عن المقاومة النفسية والرمزية؛ إذ تحوّل الدماء إلى حبر، والألم إلى صورة فنية، والأرض إلى شخصية حية تنبض بالمقاومة والوجود. وقل كما جاء في ذاتية أدبية مختصرة — الأديب الشاعر والمربي سلمان فراج فإن إدراك الذات في مواجهة الواقع يعزز قدرة النص على التأثير.
البنية الفنية والموضوعية للقصيدة
1. البناء الدرامي
تتوزع أحداث القصيدة على ثلاثة مشاهد:
- المشهد الأول (النداء والعهد): يقدم الشخصيات: الأرض، الشاعر، وخديجة، ويعرض الصراع مع المحتل، منتهيًا بالذروة المأساوية لاستشهاد التلميذات.
- المشهد الثاني (التحوّل والتماهي): يذوب الفاصل بين الذات الشاعرة والموضوع (الأرض)، ليولد شعورًا جماعيًا بالهوية والمقاومة، كما يشير الفكر الجمالي عند زكي نجيب محمود: بين المنطق والخيال الأدبي إلى التفاعل بين الواقع والخيال الأدبي في بناء الهوية الجمالية للنص.
- المشهد الثالث (الرسالة والنبوءة): يركز على الرمزية المستقبلية للحدث، موحيًا باستمرارية المقاومة وحتمية الانتصار، بما يعكس فلسفة الفلسفة في الأدب العربي الحديث: من طه حسين إلى أدونيس في قراءة النصوص كإطار لفهم التغير الاجتماعي والسياسي.
2. توظيف الرمز
القصيدة مليئة بالرموز:
- الأرض: رمز للهوية، الأم، والحياة. التوحد معها شرط للوجود والمقاومة.
- خديجة: تمثل المرأة الفلسطينية، كل الأبعاد الإنسانية والوطنية، والنداء المتكرر لها "لا تغلقي الباب" هو نداء للحياة والصمود.
- الشهيدات الخمس: رمز للبراءة المغتالة، لكن أيضًا للخصوبة والتضحية التي تولد مستقبلًا مزدهرًا، إذ يُصوَّرن وهنّ يخبئن "حقلاً من القمح تحت الضفيرة". كما يمكن أن نستشعر في أنا واليأس — خاطرة نثرية بقلم مصطفى خالد بن عمارة كيف يتحول الألم إلى مصدر إبداعي وروحاني.
المضامين والأفكار
1. الهوية والانتماء
القصيدة ترسّخ الهوية الفلسطينية، حيث تمثل الأرض جزءًا لا يتجزأ من الذات. الجملة "أنا الأرض والأرض أنت" بيان وجودي يشدّ على ضرورة الانتماء والمقاومة.
2. المقاومة كخيار وحيد
القصيدة توضح أن الهروب أو الاستسلام ليسا خيارًا. المواجهة تبدأ من أبسط الأمور (إناء الزهور) وتمتد إلى مواجهة الدبابة، مع الإصرار على طرد الاحتلال من كل جزء من الأرض.
3. تحويل المقومات إلى أسلحة
يتميز درويش بقدرته على تحويل عناصر الحياة اليومية إلى أدوات مقاومة. الحجر يُستخرج من شجرة التينة ليصبح غصنًا مقدسًا، التراب يتحوّل إلى روح، والجروح تتحول إلى رصيف مقاوم.
4. استشراف النصر
القصيدة لا تتوقف عند حدّ الرثاء أو الغضب، بل توجه القارئ نحو المستقبل بثقة. الحلم بالقدس وإقامة الدولة الفلسطينية من الصفر إلى الجليل يظهر في تكرار "ستمطر هذا النهار رصاصًا" كرمز لاستمرارية المقاومة وحتمية الانتصار.
الخصائص الأسلوبية والفنية
1. اللغة والأسلوب
اللغة جزلة وذات إيقاع قوي يتناسب مع خطاب المقاومة. تستخدم مفردات من حقلي الحياة والموت بشكل متوازن: الزهور، العصافير، التين، القمح (حياة) مقابل البندقية، الرصاص، الدبابة، الجروح (موت ومقاومة).
2. التكرار
التكرار الفني يرفع من منسوب الطاقة العاطفية ويخلق إيقاعًا حماسيًا يشبه الخطابات الحماسية: "سنطردهم – أسمي – ستمطر – خديجة لا تغلقي الباب".
3. الصور البيانية
- الاستعارة المكنية: "قالت لنا الأرض أسرارها"، حيث تصبح الأرض إنسانًا ناطقًا.
- الاستعارة التمثيلية: استلال الغصن وقذفه كالحجر لنسف الدبابة، تمثل المقاومة بكل أبعادها.
- الكناية: "رصيف الجروح" كناية عن تاريخ طويل من الألم والمعاناة.
4. الإيقاع والوزن
كتبت القصيدة على بحر "فعولن" (الكامل)، الذي يعطي النص هيبة وقوة. التفاعيل المتكررة تشبه دق الطبول وتزيد من حدة الحماس والتحفيز على الفعل.
البعد الرمزي والفلسفي
القصيدة تمثل فلسفة وجودية تجمع بين الفرد والمجتمع، بين الإنسان وأرضه، بين الموت والحياة. الدماء تتحول إلى حبر، والتضحيات الفردية إلى معاني جماعية، ما يجعل النص رمزًا أبدياً للثبات والمقاومة.
نص القصيدة الكامل
1في شهر آذارَ، في سَنَة الانتفاضة، قالتْ لنا الأرضُ
أسرارَها الدمويَّةَ. في شهر آذارَ مَرّتْ أمام
البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. وقَفْنَ على باب
مدرسة ابتدائية، واشتعلن مع الورد والزعترِ
البلديّ. افتتحنَ نشيد التراب. دخلن العناقَ
النهائي – آذارُ يأتي إلى الأرض من باطن الأرض
يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسجُ مال قليلاً
ليعبر صوتُ البنات. العصافيرُ مَدّتْ مناقيرها
في اتّجاه النشيد وقلبي.
أنا الأرضُ
والأرضُ أنتِ
خديجةُ ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمسُ
بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ ابتدائية. للطباشير
فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت
لنا الأرض أسرارها.2
أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
أُسمّي يديّ رصيفَ الجروحِ
أُسمّي الحصى أجنحهْ
أُسمّي العصافير لوزاً وتين
أُسمّي ضلوعي شجرْ
وأستلّ من تينة الصدر غصناً
وأقذفهُ كالحجرْ
وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين .3
وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاماً وخمس حروب،
وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها
وامتدادي على العشب. كنتُ أُحبُّ "جراح
الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة،
مَرّ الرصاصُ على قمري الليلكيِّ فلم ينكسرْ،
غير أنّ الزمان يَمرّ على قَمَري الليلكيِّ فيسقطُ سهواً...
وفي شهر آذار نمتدُّ في الأرضِ
في شهر آذار تنتشرُ الأرضُ فينا
مواعيدَ غامضةً
واحتفالاً بسيطاً
ونكتشف البحرَ تحت النوافذ
والقمرَ الليلكيَّ على السرو
في شهر آذار ندخلُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حُبٍّ
وتنهمرُ الذكرياتُ على قريةً في السياج
وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجلِ
كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟
في شهر آذار ندخلُ أوّل حُبٍّ
وندخلُ أوّل سجنٍ
وتنبلجُ الذكرياتُ عشاءً من اللغة العربية:
قال لي الحبُّ يوماً: دخلتُ إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاعَ بي الحلمُ. قلتُ تكاثرْ! تَرَ النهر يمشي
إليك.
وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.4
بلادي البعيدةَ عنّي.. كقلبي!
بلادي القريبةَ مني.. كسجني!
لماذا أغنّي
مكاناً، ووجهي مكانْ؟
لماذا أغنّي
لطفلٍ ينامُ على الزعفران؟
وفي طرف النوم خنجر
وأُمّي تناولني
صدرها
وتموتُ أمامي
بنسمةِ عنبر؟5
وفي شهر آذار تستيقظ الخيلُ
سيّدتي الأرضَ!
أيُّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموِّج، بعدي؟
وأيُّ نشيدٍ يلائمُ هذا الندى والبَخُورَ
كأنَّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطينَ في بدئها المتواصل
هذا اخضرارُ المدى واحمرارُ الحجارةِ
هذا نشيدي
وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح
أخضرَ مثل النبات يُغطّي مساميرَهُ وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.
سيّدتي الأرضَ!
والقممُ اللّولبيَّةُ تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ
بين الرماح وبين دمي.
نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا
ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا
وفي شهر آذار ينخفضُ البحرُ عن أرضنا المستطيلة مثل حصانٍ على وترِ الجنسِ.
في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربيّ
وللموج أن يحبس الموجَ ... أن يتموّجَ...أن
يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن
أرجوك – سيّدتي الأرضَ – أن تُسكنيني
صهيلَكِ
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقيةِ
أرجوك – سيدتي الأرضَ – أن تُخْصبي عُمْريَ المتمايلَ بين سؤالين: كيف؟ وأين؟
وهذا ربيعي الطليعيُّ
وهذا ربيعي النهائيُّ
في شهر آذار زوُّجتُ الأرضُ أشجارها.6
كأنّي أعودُ إلى ما مضى
كأنّي أسيرُ أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أُعيدُ انسجامي
أنا ولدُ الكلمات البسيطهْ
وشهيدُ الخريطهْ
أنا زهرةُ المشمش العائليَّهْ.
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتّى الجليل
أعيدوا إليّ يديَّ
أعيدوا إليّ الهويَّهْ!7
وفي شهر آذار تأتي الظلال حريريةً والغزاةُ بدون ظلالٍ
وتأتي العصافيرُ غامضةً كاعتراف البنات
وواضحةً كالحقول
العصافيرُ ظلُّ الحقول على القلب والكلمات.
خديجةُ!
أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبِّهن الجديد؟
ذهبن ليقطفن بعض الحجارة
قالت خديجةُ وهي تحثُّ الندى خلفهنّ.
وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة...
خمسُ بناتٍ يخبّئنَ حقلاً من القمح تحت الضفيرة...
يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن
خمس رسائل:
تحيا بلادي
من الصّفْرِ حتّى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.
خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً
ستمطرُ هذا النهار!
وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض
أسرارها الدّمويّةَ: خمسُ بناتٍ على باب مدرسة
ابتدائيَّةٍ يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ
من الشعر أخضرَ... أخضر. خمسُ بناتٍ
على باب مدرسة ابتدائية ينكسرن مرايا مرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلبِ..
في شهر آذار أحرقت الأرضُ أزهارها.8
أنا شاهدُ المذبحهُ
وشهيدُ الخريطهُ
أنا ولدُ الكلماتُ البسيطهُ
رأيتُ الحصى أجنحهْ
رأيت الندى أسلحة
عندما أغلقوا باب قلبي عليّا
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوُّل
صار قلبي حارةْ
وضلوعي حجارةْ
وأطلّ القرنفل
وأطلّ القرنفل9
وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواجُ العناصر.
"آذار أقسى الشهور" وأكثرها شَبقاً. أيّ
سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسَّرُ !
هذا عناقي الزّراعيُّ في ذروة الحبّ. هذا انطلاقي
إلى العمر.
فاشتبكي يا نباتاتُ واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة
حلمي إلى جسدي
سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّلَ بالريّ والخجل القرويّ.
وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا
النباتاتُ صاعدةً في اتّجاهات كلّ البدايات. هذا
نموُّ التداعي. أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي. رأيتُ فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً
وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتْ في التداعي. رأيتُ
شهيدين يستمعان إلى البحر: عكّا تجئ مع الموج.
عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.
ومالت خديجةُ نحو الندى، فاحترقتُ. خديجةُ! لا تغلقي الباب!
إنَّ الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.
فيا وَطَنَ الأنبياء...تكاملْ!
ويا وطن الزارعين .. تكاملْ!
ويا وطن الشهداء.. . تكامل!
ويا وطن الضائعين .. تكامل!
فكلُّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.
وكلُّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونةٍ زمَّلتني.10
مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مُهملهْ
وعيناك نائمتانْ
أعودُ ثلاثين عاماً
وخمسَ حروب
وأشهدُ أنّ الزمانْ
يخبّئ لي سنبلهْيغنّي المغنّي
عن النار والغرباء
وكان المساءُ مساء
وكان المغنّي يُغَنّي
ويستجوبونه:
لماذا تغنّي؟
يردُّ عليهم:
لأنّي أغَنّيوقد فتّشوا صدرَهُ
فلم يجدوا غير قلبهْ
وقد فتّشوا قلبَهْ
فلم يجدوا غير شعبهْ
وقد فتشوا صوتَهُ
فلم يجدوا غير حزنهْ
وقد فتّشوا حزنَهُ
فلم يجدوا غير سجنهْ
وقد فتَّشوا سجنَهُفلم يجدوا غيرهم في القيود
وراء التّلال
ينامُ المغنّي وحيداً
وفي شهر آذار
تصعدُ منه الظلال11
أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيَّة في الفجرِ
هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني
يريد الهواء الجليليُّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجةَ
يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجةَ وهي تميلُ على نارها.
يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني
في مداها وتأخذني في هواها. أنا العاشق الأبديُّ،
السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ
هاجسَ يافا
أنا الأرضُ منذ عرفتُ خديجةَ
لم يعرفوني لكي يقتلوني
بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم
هذا المكان الموزّعَ بين اجتهادي وحبّ خديجةَ
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى
رحيل الهواء عن الأرضِ
هذا الترابُ ترابي
وهذا السحابُ سحابي
وهذا جبين خديجهْ
أنا العاشقُ الأبديُّ – السجينُ البديهيُّ
رائحةُ الأرض تُوقظني في الصباح المبكّر..
قيدي الحديديُّ يوقظها في المساء المبكّر
هذا احتمال الذهابِ الجديد إلى العمر،
لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
يسألون عن الأرض: هل نَهَضَتْ
طفلتي الأرضَ!
هل عرفوك لكي يذبحوكِ؟
وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرتِ إلى جرحنا في الشتاء؟
وهل عرفوكِ لكي يذبحوكِ؟
وهل قيّدوكِ بأحلامهم فارتفعتِ إلى حلمنا في الربيعْ؟
أنا الأرضُ..
يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
احرثوا جَسَدي!أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جَسَدٍ
لن تمروا
أنا الأرض في صحوها
لن تمروا
أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمروا
لن تمروا
لن تمروا !
ملاحظة: الجزء الأول هو الذي تم دراسته
إعداد مجلة النبراس الأدبية والثقافية — بإشراف محمد دويدي.
تعليقات
إرسال تعليق