القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

1- تسكع فى " تمشوارا " ..عن رواية:حوريات القرم والبحر الاسود وداعا ..بقلم: فتحي عبد العزيز

فصل من رواية لم تنشر بعد
حوريات القرم والبحر الاسود وداعا ..
1- تسكع فى " تمشوارا " ..


بالحرف الواح يقول لك صراحة أريدك هنا ان تحدثنى باسهاب عن ردك واذا امكن ان تكتبة لى وبأى لغة تريد أو تستحضرها
ثم كتب لة ذات يوما وهو المقل وغاضبا وهو فى العادة لايتذكر الاهل والاحبة والاصدقاء وكعهدى وعهدا الكثيرين بة الا أذا ما كان غاضبا أو مظلوما ويائسا أو منكوبا قال لك :
" أشيئاء كثيرة يا صديقى حدثت هنا عشية البارحة .. فعشية البارحة زجى بى أنا بروفسير أيوب قسرا فى القطار المتجة الى وارسوا ولكن لينزلنى وفى أقرب محطة لمولدافيا الصغيرة .., وعشية البارحة أودع أسفا والى غير رجعة رومانيا كلها , والشقة رقم " ترى ناتست " أى ثلاثة عشر بالمدينة الجامعية الرابعة " تشيتيرى " وكذلك الشوارع الخلفية لمدينة "تمشوارا " العريقة فى البلقان البعيد , وبالتحديد عنوانى القديم والدائم والذى تعرفة شارع " بلايا موسكوفا " رقم "901" وأنا لست هينا أو لينا وأنما مساعد تدريس غير متفرغ تماما وبكلية الاقتصاد السياسى واللغات السلافية واللاتينية ومطرود ومبعد صراحة ومن أعلى جهة سيادية وبقرار جائر ومن الدائرة الحزبية والامنية والمضيفة للطلاب الاجانب , فبعد أن كنت تلميذا نابة ومدلل ومرضى عنى تماما , وأسكن وأقيم فى الفلل والمبانى العالية والخاصة ذات الواجهات الزجاجية الصقيلة والمواجة لوزارة الخارجية وبمنحة دراسية حكومية فضفاضة وفوق العادة وبتوصية من الفيلسوف المنظر سوسلوف نفسة , كاحد كبار المشترعين النوابغ ومتولدى الجدال الفلسفى الحتمى والضروى ولما وراء البروستريكا نفسها والاعضاء الموتمنين والمرضى عنهم تماما والذين لايكادون يعدون علىكف اليد الواحدة , مازال القنصل الثالث يقول لك مكررا أريدك هنا ان تحدثنى باسهاب عن ردك واذا امكن ان تكتبة لى وبأى لغة تريد أو تستحضرها وأذهب رغما عنى وفى آحائئن كثيرة لقضاء ألاجازات الصيفية وبعيدا عن أهلى فى جزر القرم والتمتع بالاستماع للجدال الطويل والاحاديث الاطول والمناكفات بين ألاعضاء السياسين والاكاديمين وفلاسفة النقد المضاد والمباح وكيف يدير كبار القوم الونسات وا لاحاديث والاستمتاع بونسة كبار القوم وعلى أنغام سوفينيات باخ وفاجنر وموسبقا اشتراوس والاساتذة الغباقرة واليكسى ابفانفش ودوبرى أيفانوف وعروض فرقة موسيق البلشوى الصغير الكلاسيكية والمعاصرة ولفاجنر وبتهوفن وموزارت وانا أتبحلق فى النعيم الحسى والمعنوى والذى لا يمكن ووصفة كانت توصية صغيرة منة تدخلنى وتخرجنى من الغوص فىشواطى مياة البحر الاسود الدافئية والمحرمة الا ولما ندر وهو كان منهم وعى شاكلتهم " , وليقول لى هذة المرة صارخا محتارا , البارحة أختزلونى الورثة الجدد لبوخارست العاصمة نفسها وأعتقلونى وبلا جريرة و كجرثومة داخل بيت زجاجة محمى من الرصاص واطلقونى عكس الريح أ أو بالاحرى أبعدونى وبجرة قلم لجارتهم مولدافيا الجديدة وفى كل شيئ كنت نكرة تماما وكم مهمل ومنسئ لم يبستقبلنى حد هذة المرة سوى موظفة صغيرة بلجامعة المنقل أو بالاحرى المبعد اليها وهكذا هى الدنيا بل والانكاء الان أنهم أنفسهم قبلونى وعلى ما يبدو على مضض وبضغوط خارجية خشية بل وبطريقة دبلوماسية وكيسة بعض الشيئ فهم معروفين بحفظ الوداد ومهما كانت الظروف وطلب الرفيق وقت الحاجة أبدا ايرد وهو يحمل الاوسمة والتى لا يحلمون بها وأعطونى بلا نقاش راتب طارد من الخدمة لايكاد يقوم الاود ناهيك ما احضار اسرتى التى ارسلتها الى اثيوبيا سط تفاغم نغمة البروستريكا وغلاء المعيشة الطاحن يومها وخلافات تنظيمية هيكلية وفلسفية شائكة وبالغة التعقيد والدقة بين الاجنحة المتصارعة حول أتحاد الطلاب العالمى بين العرب والافارقة وغير معروفة بالكامل أما طالب أخرى وغير ملتزم ومعة نفس الظروف وبذات النقمة يكتب لى " وأودع ترف المنحة الدراسي وبالعملة الحرة عمرا غاليا وطويلا قضيتها طالبا عصاميا بعد ذلك سنين , ثم عالقا وبوهيميا وللثمالة وبائع متجول لبعض سنين أخرى بمحطات قطار الشرق ومتسلالا بدون جواز , وبعض الوقت لا لمانيا بلا هوية معروفة لاقصف زهورها وأجنى ثمارها وعسل الاكاسيا من مزارعها وغاباتها السوداء هى الاخرى ربيعا , حتى أضحيت سبعة سنوات أخرى شقوفا ومتشبعا للنخاع بالطقس القروى , ومتماهيا مع الترجمة باللغات الحية والرسم والرقص والموسيقى الغجرية الضاجة , وحبى لشراب الجعة المطمور وشبق القرويات الغير متناهى وليلهم الطويلة بأساطير كائنات وحوريات البحر الاسود الخرافية , والان فقط ولعلوا شانى فجاءة أجد نفسى مقبولا للعمل مترجما محترما بالدراسات العربية والافريقية بجامعة "آخن " ومتعاونا نشطا بعض الوقت باذاعة " دوتشيالن ـ بكلونيا "
القنصل يستعدل من جلستة وأخر يحل محلة ولبقول بذات الشاكلة ارجوك أريدك هنا ان تحدثنى باسهاب عن ردك واذا امكن ان تكتبة لى وبأى لغة تريد أو تستحضرها
كتبت لتقول لة أوتحرضة:
الان فقط أعود لبلادى أستاذ مشارك لايشق لى غبار وبجامعة الزعيم الازهرى , وأتعايش بالكاد مع داء السكرى الكاذب , وأخترع داخلى أختراعا فكرة ما أسمية ألان بأغتراب داخلى بعيدا عنها هى وأنشد بالجيتار وحدى :
" أين أنت .. يا من لاوجد لك
" أين أنت .. يا من لارسم لك
" متى تكونى لى .. وجود ورسم .. , ولكنها هى الاخرى وبعد أن ظفرت بها تتعبنى وأشدوا فى آحايين كثيرة مع التلفاز :
" وأنت .. أنت أقرب زول أنت... "
" وأنت .. وأنت أبعد زول أنت .. "
المثل يقول لك أريدك هنا ان تحدثنى باسهاب عن ردك واذا امكن ان تكتبة لى وبأى لغة تريد أو تستحضرها فترة قضاءك عشرة سنوات.


فتحي عبد العزيز
عن رواية:حوريات القرم والبحر الاسود وداعا ..بقلم: فتحي عبد العزيز