القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الشاعر علي مناصرية/العجيب والأعجب والأعجب من العجب.


العجيب والأعجب والأعجب من العجب.


 العجيب أن يجتمع الصهاينة بمختلف أعراقهم وأجناسهم ولغاتهم على العبرية كلغة وطنية واحدة ،ووحيدة، وموحدة لدولة الصهاينة، واليهود في ألعالم بإعتبارها لغة عقيدة , تماما مثلما كان المسلمون عبر العصور بمختلف اعراقهم وأجناسهم ولغاتهم ـ في مرحلة الوعي ـ مجتمعين على العربية كلغة واحدة ،ووحيدة موحدة لهم في العالم باعتبارهم أمة واحة.
.
والأعجب أن يلجأ الصهاينة  لاستقاء، واقتباس المصطلحات العلمية من اللغة العربية باعتبارها لغة الاشتقاق الوحيدة في العالم ، ليدعموا بها لغتهم العبرية بعد أن لاحظوا عجزها عن مواكبة العلوم الحديثة.
.
والأعجب من العجب أن يتفرق المسلمون حول لغة دينهم وعقيدتهم ـ في مرحلة اللاّ وعي ـ .
 .وليتهم أكتفوا بذلك. بل نرى الكثير منهم ـ الذين تعرضوا للاستلاب الفكري ـ يعملون على محاربتها دون هوادة بشتى الطرق والوسائل .
.
 تارة يختلقون لها الضرائر من اللغات الأجنبية واللهجات المحلية التى عفا عنها الزمن ولم تعد صالحة حتى للاعتماد كلغة للتخاطب ، ناهيك عن أن تكون لغة علم وتدوين وإدارة. مثلما هو الحال عندنا في الجزائر. إذ نجد الأقليات المطالبة بترسيم لهجة من اللهجات المحلية كلغة وطنية ،ورسمية مكتوبة بالحروف اللاتينية التي يعتمدها عدو الأمس.
 مع أنهم يحقرونها في الواقع ،ولا يتكلمونها حتى فيما بينهم ،وفي بيوتهم . بل يستعملون الفرنسية في مطالبهم التي غالبا ما تكون مصحوبة بشتم الإسلام ،ونبي الاسلام والمسلمين ،والفاتحين ،والعرب، والعروبة ،ويصفونهم بأبشع الأوصاف وأحقرها . 
.
 بل يجهرون ويجاهرون بنيتهم في اقصاء العربية والعرب من المشهد ,وتصفية العنصر العربي بنفس الطريقة التي صفّى بها الصليبيون المتعصبون المسلمين في الأندلس.
.
مع العلم أن تلك اللهجات التي كانت وما زلت محترمة بين افراد الشعب الجزائري بكل اطيافه باعتبارها رافد من روافد اللغة العربية الفصحى لتجانسها وتماهيها في اغلبها مع اللغة العربية الفصحى لفظا ومعنى’ بل إنّ الحكام الذين تداولوا على حكم الجزائر منذ الفتح الاسلامي على مدار اربعة عشر قرنا او تزيد , وكلهم من البربر . اعتمدوا العربية الفصحى لغة للعلم والإدارة والتدوين دون أن يتعصبوا للهجاتهم المتعددة التي أدركوا ـ مثلما أدرك ماسنيسا ويوغورطة قبلهم حين اعتمدوا اللغة البونيقية للعلم والتدوين والإدارة.
.
ذلك لأنهم تيقنوا أنّ تلك اللهجات التي فاقت 400 لهجة في منطقة الأوراس الكبير وحدها ’ ليست اكثر من لغة تخاطب لا أكثر. ناهيك عن لهجات المناطق الأخرى. 
.
 ولم تظهر تلك النعرات الجاهلية المقيتة الرامية الى تفتيت النسيج الجزائري . وتمزيق الموحدة الوطنية’ إلاّ بتخطيط من مخابرات المستدمر الفرنسي , الذي حاول تنفيذها ابّان عهده المقيت. فتكسرت على صخرة الوعي الذي كان عليه الشعب الجزائري بفضل جهود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحزب الشعب الجزائري قبل الثورة وبعدها .
خاصة بعد دخول العدو الصهيوني على الخط سنة 19666 مدعما للحركة الانفصالية التي أخترع لها علما خاصا من معتقدات وثنية افريقية . تلك الحركة التي لم تتورع في رفع العلم الصهيوني الى جانب العلم الوثني ’ منادية فرنسا جهارا نهارا للتدخل لحماية الفرنسية وأنصارها في الجزائر. 
.
 فكان رد فعل فرنسا أن جعلت منها ذيلا تحركه كلما كانت هنالك مبادرة للتصالح مع الذات , وإحلال اللغة العربية مكانتها اللائقة بها كلغة وطنية واحدة وموحدة للشعب الجزائري بكل اطيافه باعتبارها لغة دينه وعقيدته.
.
 قال الله سبحانه وتعالى: (يُريدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون ) الآية: 32 من سورة التوبة
.
الشاعر: علي مناصرية.

قالمة في:26من ربيع الثاني1438للهجرة
الموافق ل:24 من كانون الثاني (جانفي)2017

للإتصال المباشر بالشاعر إضغط
هنا
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏جالس‏ و‏نظارة شمسية‏‏‏‏