أسباب لجوء الشعراء إلى توظيف الرمز إعداد: الأستاذة خديجة دربال

نوارس بحر مشردة...

يسألني فؤادي ، يعاتبني!
كم هو عميق جرحك..!
ألا تعلم أن الهجر أدماني ..
ودمع الغريب طال به
الشوق لك في قمر زماني..
يقتات بحسرة ما تبقى لديه
من ذكريات عاشق ولهان ي..
ألست مالك نبض قلبي؟!
صبابة الدمع ووفاء الخلان ي،،
أم كان زمان ولى وأندثر!؟..
أين وصالك الجميل المفتخر..؟
وقبلة ثغر في صباح فيروزي
ما أحلاها على الوجنتين
تلهب حريقا تنثر جمر !،،
أما تذكر حين غزت جحافل
نظراتي عيونها الخضر..
تسرح مع الجدائل الشقر..
تترنح بدهشة من هول الجمال!
لعينيك بريق خلاب في السحر..
يشع نورا عند غياب القمر..
قد أثقلت الوجع حزنا مشبعا
فراق سنين وطول السفر..
وتلك أوراق الغصن تساقطت
مبعثرة على مرمى البصر..

أهكذا تراه حبيب العمر
من زحمة المسافات يحتضر..
ويالها من سخرية القدر..!
مرت علينا أعوام أصرمت..
تنعى من غدر موج البحر..
وقلبي معك مسجون يتقلب
في نجوى تبكي الصخر..
وهل لا زلت تنكر مصرعي!
وتراني من لهيب الشوق
تتكالب علي مصائب الدهر..
أبعث نظراتي أسيرة
مع موج المهاجرين علها تبصر
مرافئ عينيك تبرق من بعيد..
ترحب بورد أقحوان وزهر..
الان وقد عجزت أشباح
الوحدة عن جنوني،،
وهي من طقطقات صداها
يفزع منه البشر!
لا أدري هل حبك أمتلاك؟
أم هو أستباح قد ساد وظفر!
ألا ترفق بقلبك الولهان
أسرع به نحو مرافئ الغزلان..
وأشكو لرب لعباد هجر حبيب
وشوق لرضاب الخلان..
لم يعد في العمر فسحة أمل
من حب مترامي فوق الشطآن..
رحل مركبي في مقتبل العمر
أبحر مشرعا واغتال معه
لحظات همس وردية تتسامى
بفرح سرمري في عرض الجنان..
لم تعد ياقلبي شابا منذ زمان
يكفيك أن تلجم الروح بعيدا..
مشردة في هواء طلق نوارس
تحلق بلا أجنحة جريحة
بين غميمات سماء الخلجان..

الشاعر : أمير البياتي